المكتوب الثالث عشر
أيها الأخ إذا لاحت لوامع أسرار (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) على مشكاة الضمائر تَتنوَّرُ من تَأثيرها زُجاجةُ القلبِ نُورُ المِصباح فِي زُجَاجَةٍ (الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) وتَلمعُ بوارقُ كُشوفِ (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ) من سُرادقاتِ غَمامِ (لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ) و تَسرَجُ قناديلُ فِكرةِ (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ) فتتزيَّنُ سماواتُ السَّرائرِ كُلُّها بنُجومِ حُكمِ (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) وبِنجُومِ زينَةِ (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) وطَلَعَ أقمار الحضورِ من أُفًقِ (نُّورٌ عَلَى نُورٍ) وتَعْرُجُ على بَروجِ اسْتِعلاءِ (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ)وتَنتَصِفُ ليالي غَفلةِ (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) بِصفةِ (إِذَا تَجَلَّى) وتفوحُ رياحين الذِّكرِ من نعيمِ (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) وتَترنَّمُ بَلابِلُ أسحارِ (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) بنغماتِ الأحزانِ والأسَفِ فَيَسْفُرُ صُبْحُ دولةِ (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ) وتَطْلَعُ شُموسُ المَعارفِ مِنْ مَطْلَعِ (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) فتَظهر أسرار (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) وتَكشِفُ من خفايا الأشكال لَطائفَ غَوامضَ أسرارِ (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).