المكتوب الرابع عشر
أيها العزيز اذا بلغَتْ شُموسُ سماء المعرفة إلى كَمالِ بُروجِ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) و عرجَ لَوْحَ المحبَّةِ على مَعارِجِ مدارجَ (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) تَلمعُ بَوارقُ ََنوارِ (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) و يشاهدُ عَينُ اليقينِ آثارَ (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ) في عظيمِ مَشاهِدِ (لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ) و تَطلَعُ على دفائِنِ أَسرارِ (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) و تَشْرُفُ على دَقائقِ حقائقِ (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ) (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) و تصيرُ مُحْرَماً لِرُمُوزِ (فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ) وتَهُبُّ رياحُ فَيْضِ (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) ورَوايحِ فضلِ (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء) من مَهَبِّ (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ) في بَساتينِ (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) وتُورقُ بأوراقِ الشُّهودِ وتَثْمُرُ بِثمارِ التَّجلِّي إلى حَدِّ كَمالِ أشجارِ رياضِ (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) و تَجري يَنابيعُ وُصولِ (ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ) من شوائخِ جِبالِ (وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) مَسيلَ أوديةِ القلوبِ فيُخبرها هاتفُ الغيبِ على أَلسَنةِ الخَلائقِ خبر (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) ومُبشِّرُ الإقبالِ يَتَفَوَّهُ بِبِشارةِ (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ) و يُدركُهُم الرِّضوانُ من (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) مع تُحف تَحِيَّاتِ (سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) و يَفتحُ مائدةَ رضوان نعيمُ (رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ) و يقول (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ).