آخر الأخبار

جاري التحميل ...

رسائل مولاي العربي الدرقاوي -11


في حقيقة العارف


ومنها : فالخصوصية أيها الفقير ذات حسن وجمال وقدّ واعتدال، فهي كالعروسة الجميلة الصورة التي لا نظير لها في الحسن، إلا  أنها لا يأخدها ولا يُمتع بحسنها وجمالها وما لها من المحاسن إلا من ترك هواه، فجعل عوض الشبع جوعاً، وعوض الكلام صمتاً، وعوض النوم سهراً، وعوض العزِّ ذُلاًّ، وعوض العُلُوِّ دُنُواًّ، وعوض الغنى فقراً، وعوض القوَّة ضعفاً، وعوض القدرة عجزاً.

أو نقول : وعوّٓض الأوصاف المذمومة بالأوصاف المحمودة، فهذا هو الذي يُمتع بحسنها وجمالها، وبما لها من المحاسن. وهذا مَن يرى ربه سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم. وهذا من عاش في الدنيا وحصَّل الفائدة فيها، وهذا هو الناس، وهذا هو الآدمي، وهذا هو العالم، وهذا هو السُّنِّي، وهذا هو العارف، وهذا هو الصوفي، وهذا هو الرجل، وهذا من شَمتَ الزمان ولم يشمته الزمان، وأما مَن قلبه مشحون بالخبائث فلا يتمتَّعُ بالخُصوصيَّة، ولا يَطمعُ في رؤيةِ ربه سبحانه، ولا في رؤيةِ نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فعليه بتطهير قلبه من كلِّ وصفٍ ذميم - كما قلنا - وله ما أراد إن شاء الله، والسلام.



التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية