وكذلك من ذكر أنه بمرءًى من سيره ومسمع وأن سيره له اعتناء بشأنه وتلاف لأمره أدركه أيضًا نحو ذلك لا محالة، ولكن لمَّا كان الكلام مع من انتبه من سِنة الغفلة فوجد إظفار الخذلان فيه مبشرات، وشمل توفيقه في غاية الشتات، صحَّ لنا أن نقول إن المعنى الثاني هو أنسب بالمحل والله أعلم. وجل جلاله، أي عظمت عظمته، حتى فاقت كل عظمة، ونشرت أي مدَّت وبسطت، العلياء ما ارتفع من الأرض، والألوية الأعلام، والفجر التمدح بالخصال، وما ذكر في هذا الشطر هو كناية عن إظهار الفرح بمولاه والمبالغة في الإشهار والتمدح بما به أولاه، يقول والله أعلم .
ومن حكم حال الانتباه من رقدة الغفلة وآثاره ونتائجه إذا بدا وظهر للزومك مطالعة الطوارق، وشهودك ووجدانك حال نفسك في غاية الفقر ونهاية الخلو عن أعمال الخيرات، ومن الثواب المرتب عليها من رب الأرضين والسماوات، لكونك لم تكن إلا مسترسلا في اتباع الشهوات وارتكاب المحظورات، وغير محرج على فعل شيء من الطاعات والقربات، ويحتمل أن يكون هذا العبد على وضع المقربين وممَّن أهل القرب من أوّل مرة، فلاستشعاره عظيم أمر ربه وفواته نصيبه منه يرى نفسه في غاية الذلة والاحتقار إلى العزيز الغفار، وهذا وصف شريف وحال منيف لأنَّ أحبّ أوصاف العبد إلى الله افتقاره إليه، وأشرف أحواله ما يرده إليه ويُقبل به عليه، وقد قال الشيخ تاج الدين رضي الله عنه في حكمه : (معصية أورثت ذلاً وانكسارا خيرٌ من طاعة أورثت عزاً واستكبارا) وفيها أيضا : (ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة والافتقار) ومن حكم حال الانتباه أيضًا : استخبارك الرحمن من كل زلة وخطيئة، وسؤالك منه عفوا يريك السرور والفرح في الحياة الثانية، يوم يقوم الناس لرب العالمين بخلاصك من العذاب وسقوط العقاب، وعلى الاحتمال الثاني فيما قبله يكون لاستشعاره ما هو عليه مولاه من الجلال والهيبة والكبرياء والعظمة، يستعظم معصيته ويخاف سطوته، فيستغفره سبحانه من كل مخالفة صدرت منه، ويلجأ إلى الله ويفر منه إليه، ويسأله عفوًا يمحو حجاب الغفلة، ويكشف سحاب الفترة، يريه ذلك العفو البشر في القيمة، حيث تتحق الحقائق وتتميز الطرائق.
ومن حكم حال الانتباه من رقدة الغفلة وآثاره ونتائجه إذا بدا وظهر للزومك مطالعة الطوارق، وشهودك ووجدانك حال نفسك في غاية الفقر ونهاية الخلو عن أعمال الخيرات، ومن الثواب المرتب عليها من رب الأرضين والسماوات، لكونك لم تكن إلا مسترسلا في اتباع الشهوات وارتكاب المحظورات، وغير محرج على فعل شيء من الطاعات والقربات، ويحتمل أن يكون هذا العبد على وضع المقربين وممَّن أهل القرب من أوّل مرة، فلاستشعاره عظيم أمر ربه وفواته نصيبه منه يرى نفسه في غاية الذلة والاحتقار إلى العزيز الغفار، وهذا وصف شريف وحال منيف لأنَّ أحبّ أوصاف العبد إلى الله افتقاره إليه، وأشرف أحواله ما يرده إليه ويُقبل به عليه، وقد قال الشيخ تاج الدين رضي الله عنه في حكمه : (معصية أورثت ذلاً وانكسارا خيرٌ من طاعة أورثت عزاً واستكبارا) وفيها أيضا : (ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة والافتقار) ومن حكم حال الانتباه أيضًا : استخبارك الرحمن من كل زلة وخطيئة، وسؤالك منه عفوا يريك السرور والفرح في الحياة الثانية، يوم يقوم الناس لرب العالمين بخلاصك من العذاب وسقوط العقاب، وعلى الاحتمال الثاني فيما قبله يكون لاستشعاره ما هو عليه مولاه من الجلال والهيبة والكبرياء والعظمة، يستعظم معصيته ويخاف سطوته، فيستغفره سبحانه من كل مخالفة صدرت منه، ويلجأ إلى الله ويفر منه إليه، ويسأله عفوًا يمحو حجاب الغفلة، ويكشف سحاب الفترة، يريه ذلك العفو البشر في القيمة، حيث تتحق الحقائق وتتميز الطرائق.