فَلو هَمّ مَكروهُ الرّدى بي لما دَرى
مكاني ومنْ إخفاءِ حبِّكِ خفيتي
أي : إذا كان الأمر كذلك فلو قصدني مكروه الردى أي الهلاك، لما درى مكاني لاختفاء ذاتي، والحال أن خفيتي من إخفائي لحبك فإني من هذا الاختفاء ضنيت بحيث لا تدركني عين العيون (بالإضافة إلى المفعول، ويجوز أن تكون الإضافة إلى الفاعل) أي : من تأثير إخفاء حبك إياي لأنه يذيبني ويفنيني.
وما بينَ شوقٍ واشتياقٍ فنبتُ في
تَوَلٍّ بِحَظْرٍ، أو تَجَلٍّ بِحَضْرة ِ
أي : إن حال الشوق يلزمني الفناء من نار الهجر، وحال الاشتياق يلزمني الفناء من خوف الهجر، أي : حال توليك وإعراضك عني بالمنع عن حضرتك فنيت من الشوق، وحال تجليك في حضرة من حضراتك الروحانية والجسمانية فنيت من الاشتياق؛ فالفناء حاصل لي دائما في محبتك سواء كنت مواصلتي أو مفارقتي واستأنست به في حبك.
فلوْ لفنائي منْء فنائكِ ردَّ لي
فُؤاديَ، لم يَرْغَبْ إلى دارِ غُرْبَة ِ
أي : فلو ردّ فؤادي إليّ تداركًا لفنائي من جنابك وحضرتك، لم يرغب فؤادي إلى هذا الرجوع، لكون بدني بالنسبة إليه دار الغربة.
وعنوان شاني ما أبثُّك بعضهُ
وما تَحْتَهُ، إظْهارُهُ فوقَ قُدْرَتي
أي : وعنوان شأني وحالي في المحبة والهوى هو الذي أظهرته لك بعضه، والذي مندرج تحت العنوان، إظهاره عندك خارج عن قدرتي.
واُمْسِكُ، عَجْزاً، عن أُمورٍ كثيرة ٍ،
بِنُطقيَ لن تُحصى ، ولو قُلتُ قَلّتِ
أي : وأسكت من جهة العجز عن أمور كثيرة لن تحصى بنطقي عددًا، ولو قلت شيئًا منها يكون قليلًا بالنسبة إلى ما تركته.