آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المجال الدعوي للزاوية البودشيشية


المجال الدعوي للزاوية البودشيشية

منهج الطريقة القادرية البودشيشية


إن الطريقةالقادرية البودشيشية لا تزاحم أيا كان لا في المجال الدعوي أو السياسي، ولا تتبنى منهج الافشاء السياسي القائم على اكتساب مساحات من "المشروعية" بناءا على فضح عيوب الخصوم أو اصطناع عيوبا لهم.

إن صاحب الأخلاق العادية يتبرم من الانخراط في مثل هذه الأمور، أما الذي ينشد الكمالات الأخلاقية فهو منشغل بمواجهة هواه وردع نفسه بذكر الله وقراءة القرآن وتعاطي العلوم سواء كانت شرعية أو "عصرية" ودعوة الناس كافة بأسلوب يراعي أصول الحوار وأخلاق الاختلاف. ولذا فلمجرد التذكير فقط، فإن الطريقة القادرية البودشيشية منشغلة بخلق جسور التعارف الإنساني بين الشعوب والتعريف بالإسلام كرحمة مهداة للخلق ولذلك فهي تبذل الجهد في دعوة عدد من الأجانب من فرنسا وإسبانيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ودول آسيا واستراليا واليابان والفيتنام وغير ذلك من البلدان.

الدعوة في الطريقة القادرية البودشيشية


ويكفي فخراً أن أبناء الديار الغربية، حيث التهجم على الإسلام والمصطفى عليه الصلاة والسلام يتعلمون على يد الطريقة القادرية البودشيشية مبادئ الدين الحنيف ويتربون على ذكر لا إله إلا الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصبحوا بذلك سفراء المحبة النبوية في بلدانهم، وأغلب المريدين الأجانب هم علماء ومهندسون وأطباء ورجال أعمال وشخصيات لهم وضعهم في بلدانهم.

ولا يخفى على كل لبيب ما لذلك من إيجابيات لصالح الدعوة، ولصالح القضية الوطنية ومصالح المغرب، حيث أصبحوا مدافعين عن قضايانا، فالتربية الروحية للطريقة القادرية البودشيشية وسيلة كذلك لممارسة نوع راق من الدبلوماسية الموازية في زمن تفتقد فيه هذه الدبلوماسية للدعم اللازم. 

تأليف القلوب في الطريقة القادرية البودشيشية


أما على المستوى المغاربي فهناك مجموعة من المريدين المنتسبين للطريقة البودشيشية من تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا يجمعهم ذكر الله ومناشدة تطهير النفس وتزكيتها وكذلك هم التوحد وتجاوز الشحناء التي خلقتها السياسة والاستعداد لمستقبل مشترك.

أما إخوتنا في الطريقة من الدول الإفريقية فلهم دور كبير في ترسيخ الروابط المغربية الإفريقية، وتأهيل الأجيال القادمة للتشبع بقيم الاعتدال والوسطية والمنافحة عن روح الإسلام الحقيقي، وحضورهم للزاوية الأم بمداغ هو اعتراف بدور شيخ الطريقة في إحياء التصوف المحاصر من طرف أهل التبديع والتقتيل وأهل التجرؤ على سبِّ الصحابة وأمهات المؤمنين.

إن مواجهة الانحرافات السلوكية والعدمية والتطرف، لا تتم بالخطابات والشعارات وإنما بالعمل الميداني اليومي، القائم على بناء الإنسان روحياً بذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مواجهة اغواء العالم الاستهلاكي المعاصر، لا تتم إلا بتوازن روحي حقيقي. ولذا فإن منهج الطريقة القادرية البودشيشية، من خلال تربية شيخ الطريقة، قائم على توقير الجميع والدعوة إلى التآلف والتآزر والتعاون على البر والتقوى ونبذ نهج التفسيق والتبديع والتكفير والتقتيل.

إن زوايا الطريقة القادرية البودشيشية داخل المغرب خصوصا وخارجه، تطبق برنامجا يوميا وليس موسميا وطيلة السنة، يتضمن قراءة القرآن والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر اللطيف وقراءة الشفا والبخاري وغير ذلك، وتعلم العلوم الشرعية والدعوة للجميع، ولأمير المؤمنين ولجميع البشرية بالهداية والرفاهية والكرامة.

**  **  **
حوار  خالد ميار الادريسي
لموقع "برلمان.كوم" (بتصرف)

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية