فصل
عبدي خلقت
الأشياء كلها من أجلك و خلقتك من أجلي، فاشتغلتَ بما خلقتُ لك عنِّي، إذا اشتغلت
بالنعمة عن المنعم وبالعطاء عن المُعْطِى ، فما أدّيتَ شكرَ نعمته و لا راعيت
حرمةَ عطائه . كل نعمة شغلتك عنى فهي نقمة ، وكل عطية أَلهتْكَ عني فهي بليَّة .
الســــؤال : مـــا
شكر النعم ؟
الجواب : شكر
النعمة هو الثناء على المنعم لما أنعم عليك و أسداه إليك ، وإن شئت قل : الشكر هو
أن تستعين بنعمته على طاعته،وإن شئتَ قل : الشكر هو أن لا تشتغل بنعمته عنه . وهو
رؤية المنعم فيما أنعم به ، فشكر النعمة مظنّة النوال و كفرانها مظنّة الزوال ؛
شكر النعمة مظنة الإبصار وكفرها مظنة البوار ، شكر النعمة مظنة للمزيد و كفرها
مظنة للعذاب الشديد (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ
عَذَابِي لَشَدِيدٌ) .
فصل
عبدي أنا الذي
أفعل ما أشاء و أحكم ما أريد ، أعطى لا لباعث و أمنع لا لحادث و أُسْعِدُ لا لعلة
و أخلق لا لعلة و أبتلي بالشكر لا لحاجة و قد لت الأحدية و تقدست الصمدية عن
البواعث و العلل ، ولو كانت الإرادة عن باعث لكان محمولاً ولو كانت عن حادث لكان
معلولاً و ليس بمحمول بل خالق البواعث و العلل (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ
وَهُمْ يُسْأَلُونَ).
شكرا لكم كثيرا وجزاكم الله خيرا عن الطريق الله وإياكم من أهله واحبابه
ردحذف