وقال الشيخ أبو عبد الله الخروبي : "هذه من الأوراد العظيمة التي جرت عادة الصالحين والعباد يقرءونها ويضيفونها إلى وظائفهم وأورادهم قديما وحديثاً، غدوة وعشية، ولم يزل الشيوخ يأمرون إخوانهم وأصحابهم بقرائتها ويحضونهم عليها، وما زالو أشياخنا رضي الله عنهم يحضوننا على قرائتها ما زلنا صغار".
وقد أسند حديثها في القوت عن "كرزين وبرة" قال : وكان من الأبدال عن أخ له من أهل الشام عن إبراهيم النجيمي عن الخضر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل ونقله في الإحياء دون سند واختصره في العوارف. انتهى من المرءات بلفظها ثم قال بعد ذلك بيسير : "أما المعسرات فقال شيخنا أبو العباس في ما قرأته بخطه : هذه الأذكار كلها من أذكار أتباع سيدي محمد بن سليمان الجزولي ولا سيما سيدي أحمد الحارثي وتلميذه سيدي محمد بن عيسى وأتباعهما، إلا أن ما قلنا فيه نحن عشراً كان عندهم سبعاً، وجعلناه كذلك لما تعزز عندنا من الحديث كما أشرنا إليه من الحديث وماله حديث فيه الحق ليجري على لسان واحد. انتهى بلفظه. ثم قال بعد ذلك : وأما ما بقي من الأحزاب فإنه من شعار الطائفة الجزولية وسمة الاستمساك بحبلهم. فأما قوله : العزيز ذو الجلال.. إلى آخر الكلمات المقرونة بكلمة الشهادة فمن كلام شيخ الطائفة سيدي محمد الجزولي، وكذلك سبحان الدائم لا يزول إلى قوله وجميع المؤمنين وهو المعروف بحزب الجزولي، وقوله : أهل المجد والتعظيم إلى قوله : ثم نختم بالسلام على النبي الشفيع من كلام كبير تلامذته الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد العمري المعروف بالصغير السهلي، وقوله : بركة الخضر يا لاهي إلى تمام ذكر الجلالة أصله كلام تلميذه الشيخ أبي العباس أحمد بن عمر الحارثي السفياني وفيه زيادات لغيره في ذلك التوسل، انتهى من المرءات بلفظها.
فهذه الأوراد كان يذكرها شيخنا الكامل سيدي محمد بن عيسى رضي الله عنه كما رأيت مع زيادة أخرى كحزب "الحمد" للشيخ الجزولي و"دلائل الخيرات" له أيضاً وحزب "الإبريز" لشيخنا ودعوات أخرى سيأتي ذكر بعضها إن شاء الله تعالى.