آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح الحكم الغوثية : الذِّكْرُ شُهُودُ المَذْكُورِ وَدَوَامُ الحُضُورِ.



قال سيدي أبو مدين رضي الله عنه : 

(الذِّكْرُ شُهُودُ المَذْكُورِ وَدَوَامُ الحُضُورِ)

الذكر في اصطلاح المتمكنين، هو شهود المذكور ودوام الحضور، لان الذاكر غافل في ذكره عن المذكور، .ولو حصل المذكور لغفل عن ذكره له، لما في بعض الأحاديث القدسية : "من ذكر لم يُشاهد ومَن شاهدَ لم يذكُر". وقد قيل في هذا المعنى : 

ما إن ذكرتك إلا وهمٌّ يقلقني.... روحي وقلبي عند ذكراك
حتى كان رقيب منك يهتف بي... إياك والتذكار ويحك إياك
أما ترى الحق قد لاحت شواهده... وواصل الكل معناه من معناك

وقيل للشبلي رضي الله عنه : "متى تستريح ؟ قال : إذا لم أرَ لله ذاكراً" قلتُ : إذا رأيتَ العارف ذاكراً فاعلم أنه غافل. وهذا من باب حسنة الأبرار سيئات المقربين. وقد لوح بعضهم لهذا المعنى :

ألا بذكر الله تزداد الذنوب... وتنطمس البصائر والقلوب
وذكر الله أفضل كل شيء... وشمس الذات ما له غروب

قال الخليل فيما أخبر عنه عز وجل : إني {لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}.

الذكر يستعمل مع الغفلة لامع الحضور، ومع النسيان لا مع الشعور. قال من عز قائل : {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} وأما إذا لم تنسَ فلا ذكر. الحق إذا ظهر بشهوده على عبده أنساه الذكر وما في معناه، ولم يبق إلا الشهود المحض، ولهذا قيل : "لا يذكر الله مَن يشاهده ولا يشاهده مَن لم يذكره".

وعليه فيجب على المريد أن يذكر الله بقدر وسعه، حتى يأخده عن الذكر بشهوده ويفنيه عن ذاته في وجوده، ويغيب الذاكر عن الذكر في شهود المذكور، فيصير باطنه ظهوراً وغيبته حضوراً، ويتولاه بلُطفه ويأخده بعنايته وينوب عنه في حركاته وسكناته، ويتولاه بنفسه {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية