(مَطْلَبُ العَارِفِينَ مِنَ اللهِ الصِّدْقُ فِي العُبُودِيَّة)
التي
هي صفة العبد، والصدق فيها أن يرى العبد أنه عَبْدٌ مَحْضٌ لا يملِكُ لنفسِهِ
نَفعاً ولا ضرًّا، وأنه ليس له من الأمر شيء، وأنَّ سيده خلقهُ لخدمته، فيسعى
بكمال المحبة والتعظيم في تحصيل ما يحبُّه من طاعته، مع قطع نظره عنها، واعترافه
بقصوره فيها، ويجتهد في الاحتراز عن ما يكرهه من الأوزار والأقذار، مع خوفه على
نفسه.
(وَالقِيامُ بِحُقُوقِ الرُّبُوبِيَّةِ)
التي
هي وصفُ الحق تعالى، والقيامُ بحقوقها أن يعتقد العبد أنه تعالى إله واحد كامل في
كمالاته، مُقَدَّسٌ عن ما لا يليق بذاته العليَّة وصفاته، ويملأ قلبه من حُبِّه،
ويطرح نفسه على بابه، ويخاف من سطوات جلاله، ويرجو صلات جماله، ويكون له في باطنه
وظاهره في جميع أحواله، ومع ذلك يرى أنه لم يقم بشيء من حقوق الرببوبية؛ فإنَّ
حقوق ربُّ الأرباب أجلُّ من ان يقدر على القيام بها التراب ابن التراب.
شرح
الحكم العطائية
محمد حياة السندي