لَوْ أَنَّكَ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ، إلى عرفانه (إلّا بَعْدَ فَنَاءِ مَسَاويكَ) الكائنة في باطنك وظاهرك (وَمَحْوِ دَعاوِيكَ) بلِسانكَ (لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ أَبَداً) لأنها لا تفنى ولا تُمحى بالكلية لأنها لوازم ذاتك لا تُفارقك أبداً، نعم قد تنغمرُ ولا يظهر شرها لكثرة وغلبة ما يدفع ضررها من الطاعات والأنوار.
(ولَكِن إَذا أرادَ أَنْ يُوصِلَكَ إلَيْهِ) ويسعدك بما لديه بكَشفِ الحُجُبِ التي عليك (سَتَرَ وَصْفَكَ) الذليلَ (بِوَصْفِهِ) الجميل، (وَغَطَّى نَعْتَكَ) الدنِيِّ (بِنَعْتِهِ) العَلِيِّ، (فَوَصَلَكَ إِلَيْهِ) أي إلى قربه (بِمَا مِنْهُ إِلَيْكَ، لاَ بِمَا مِنْكَ إِلَيْهِ).
والحاصلُ أنه لا يمكن الوصول إليه إلاَّ بإيصاله من إفضاله، ولا يقدر السالك الوصول إليه بأعماله، فاقطع طمعك عنك، واْجُ جُودَهُ وفَضلَهُ، واطْلُب منه الوصول إليه.
شرح الحكم العطائية
السندي
شكرًا لكم
ردحذف