آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح منازل السائرين عبد الرزاق القاشاني- 10


والثاني : مطالعةُ الجناية والوقوفُ على الخطر فيها، والتشمُّرُ لتداركها، والتخلُّصُ من رقّها، وطلبُ النجاة بتمحيصها.


أي : الثاني من خواصِّ اليقظة مجموعُ أُمور خمسة، كلُّها باعتبار دفع الضَرِّ؛ كما أن القسم الأول باعتبار جذب النفع فإنهما من خواصِّ اليقظان، فذلك باستفاضة من اسمه "المُنعِم"، وهذا بالاحتراز عن اسمه "المُنتقم". وهو بالنظر إلى ما سلف من المخالفات والجنايات الصادرة عنه، والوقوف على أن ارتكاب الجناية مخاطرة بالنفس؛ فإن الجناية من آثار الاسم "المُضِلُّ" المؤدِّي إلى استيلاء "المُنتقم" على الجاني بالعقاب والهلاك.

و"التشمُّر" هو الجِدُّ في التأهُّب للسعي في تدارك الجناية بالعياذ إلى الاسم "الهادي" فيتداركها بما يُزيل أثرَها بالكفّارة أو القضاء، أو الردِّ إن كانت مَظلَمة أو التزام القصاص أو الديَّة إن كانت على النفس؛ وفي الجملة بما عيَّنه الشرعُ من أنواع التدارُك الموجبة للتخلُّص من رقِّها؛ فإن الجنايةَ مالكةٌ موجبةٌ لرِقِّ صاحبها في إيثار الاسم "المنتقم".
وفي بعض النسخ : "من ربقها" أي كدرها. فإن الجناية مكدِّرة للنفس، مانعة عن قبولها أنوارَ الاسم "الهادي" بصفائها؛ وهو أصح. 
وخامسها طلب النجاة بتخليصها وإزالتها بتطهير النفس عن دَرَنها بالطاعات والتزام ما يزيل أثرها.


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية