آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح منازل السائرين عبد الرزاق القاشاني- 11

الثَّالِثُ ‏:‏ الِانْتِبَاهُ لِمَعْرِفَةِ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ مِنَ الْأَيَّامِ، وَالتَّنَصُّلُ مِنْ تَضْيِيعِهَا، وَالنَّظَرُ إِلَى الضَّنِّ بِهَا لِتَدَارُكِ فَائِتِهِا، وَتَعْمِيرِ بَاقِيهَا‏.


أي معرفة ما هو سبب زيادة حاله ومرتبته من الطاعات والخيرات في أيَّام عمره، وما هو سبب نقصان حاله ومرتبته.

و(التنصُّل) أي التخلُّص والتنزُّه عن تضييع الأيَّام بالبطالة، ليتدارك في الباقية ما فات في الماضية.
و(يضنَّ) أي يبخل بالآتية فيعمرها بالطاعة والقيام بوظائف الوقت وتدارك الفائت.

فَأَمَّا مَعْرِفَةُ النِّعْمَةِ فَإِنَّهَا تَصْفُو بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ‏:‏ بِنُورِ الْعَقْلِ، وَشَيْمِ بَرْقِ الْمِنَّةِ، وَالِاعْتِبَارِ بِأَهْلِ الْبَلَاءِ‏.‏


لما ذكر خواصَّ اليقظة وأحكامَها، شرع في أسبابها التي تتحقَّق وتصفو بها؛ فجعل من أسباب معرفة النعمة - كما ينبغي - (نورَ العقل) وهو تنوُّره بنور الهداية الإيمانيَّة، الذي هو واعظُ الله في قلب كلِّ مؤمن. وذلك بمحض التوفيق - وبه تصحُّ البدايات، وتبلغ النهايات-.

وانتظار لوامع النعم الباطنة بمحض الامتنان، وهي المعارف والواردات الغيبَّة؛ فإن (الشيم) هو النظر في السحاب لتوقُّع نزول المطر وتعرُّفه.

و(الاعتبار بأهل البلاء) المفيد لتعظيم النعم، والاجتهاد في القيام بحقِّه ليستعدَّ لوفور زيادة النعم. قال الله تعالى : {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم:7] ومن البلاء الاحتجاب والفترة.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية