فصل
عبدي ليس في الوجود إلا أنا، فلا تشتغل إلا بي، و لا تقبل إلا عليّ، إن حُصِلتُ لك فقد حَصَلَ كل شيء ، وإن فتك فقد فاتك كل شيء ، وإن رفعت إلى ذروة الكونين أعطيتَ مفاتيح كنوز الكونين، و سيقَتْ إليك ذخائر الدارين، وإن اغتررت بشيء منها طرفة عين فأنت مشتغل عنا لا بنا، و مقبل على غيرنا لا علينا، إن قنعتَ بنعيم العاجلة فأنت هالك : (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ) و إن قنعتَ بنعيم الجنة - أهل الجنة البُلَّه - ، من اشتغل بالدار عن الجار فهو أبله ، و من اشتغل بالرزق عن الرزَّاق فهو أبله ، ومن اشتغل بالخلق عن الحق -أي الخالق- فهو أبله، و إن مُتِّعتَ بنعيم الدنيا فاتك نعيم الآخرة، و إن مُتعتَ بنعيم الآخرة فاتك نعيم الدنيا والآخرة، ما لم تُردنا تخسُر الدنيا والآخرة ( يُرِيدُونَ وَجْهَه ) لا تصلح لطلبنا و لا تدخل فى دائرة إرادتنا و لا تكون بنا و لا لنا.
بعد هذا العقد إن رضيتَ به، و إلا فعليك بدين العجائز، تعجز بمعاجز النساء، و اقعُد في بيت تخلفك، و اجلس في زاوية إدبارك (إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الخَالِفِينَ).