طَريقُنَا
مَحَبَّةٌ لَا عَمَلٌ وَفَنَاءٌ لَا بَقَاءٌ
طريقنا أيها
الموحّدون محبّة لاعمل مكدود منظور إليه. وفناء لابقاء حاصله أن طريقهم محبّة
وفناء لاعمل وبقاء لأنك :
إِذا
دَخَلْتَ فِي العَمَل كُنْتَ لَكَ، وَإِذَا دَخَلْتَ فِي المَحَبَّةِ كُنْتَ لَهُ.
إذا دخلت فى
العمل وهو العبادة كنت لك، وإذا دخلت فى المحبّة لله وأخلصتها كنت له تعالى إذ
العَابدُ رَاءٍ لعبادته لأنه مجاهد فيها وفي نفسه والمحبّ راءٍ لمحبته لأنه خاضع
بها لعظمة محبوبه متجرد عما سواه والعارف فوقهما؛ لأنه أحرز ما أحرزاه وزاد عليهما
بعلوم لدنيّة ومعارف إلهيّة وإرادات روحانيّة.
إِذَا
عَرَفْتَهُ كَانَتْ أَنْفَاسُكَ وَحَرَكَاتُكَ لَهُ، وَإِذَا جَهِلْتَهُ كَانَتْ
حَرَكَاتُكَ لَكَ.
إذا عرفته
تعالى بأن عرفت أنه يراك وأنه الفاعل ولم تنظر الى عملك ولم تطلب له عوضا كانت
أنفاسك به تعالى وحركاتك له لأنك متخلق بأخلاقه،وإذا جهلته تعالى بأن لم تكن كذلك،
كانت حركاتك لك؛ لأنك شاهدتها صادرة منكَ، بخلاف العارف فل ايشهد فاعلا إلا الله
تعالى. قال الله تعالى : {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ
وَمَا تَعْمَلُونَ}.