آخر الأخبار

جاري التحميل ...

نشر الزهر في الذكر بالجهر -9

ومنها : ما أخرجه الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه أبصَرَهُمْ يُهلِّلُونَ وَيُكَبِّرُون فَقال: هي هي وَرّب الكعبة ! فقيل له: ما هي ؟ قال: "كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا". رواه عنه الحافظ أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خُسْرَوْ البلخي مؤلف مسند الإمام أبي حنيفة رحمه الله على ما في الجامع الكبير للسيوطي.

ومن المعلوم أن عمر لم يبصرهم كذلك إلا لكونهم جهروا بالتكبير والتهليل؛ لأن التهليل والتكبير مما لا يُرى، فإن لم يسمعهم يجهرون بها كيف أبصرهم يهلِّلون ويكبِّرون وهو ظاهر. ويزيده وضوحاً ما أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن مردوية والبيهقي عن علي الأزدي قال: "كنتُ مع ابن عمر ... وساق نحو حديث عُمر. وفيه : فسمع الناس يقولون : لا إله إلا الله والله أكبر" كما في الدر المنثور. وذلك أن الأزدي صرح بأن ابن عمر سمع الناس. ويزيده قوة ما أورده السيوطي رحمه الله تعالى في فتاويه فيما ترجم عليه بتعريف الفيئة بأجوبة الأسئلة المائة في جواب السؤال الثالث والثلاثين وهو : هل أفضل الذكر سرًّ أم علانيَّةً ما نصه : (وروي أن الناس كانوا يذكرون الله تعالى عند غروب الشمس يرفعون أصواتهم بالذكر، فإذا خفيت أرسل إليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أن ثَوِّرُوا الذكر - أي ارفعوا أصواتكم -.) فالحديث حسن على شرط الترمذي.والأخبار في هذا المعنى كثيرة واستيفاؤها يطول وفي ما ذكرناه كفاية.

 {ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} و {الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية