آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المحبة

المحبة

مقامِ المعرفة يرقي المُتمَكِّنُ إلى المحبَّة، وكيف لا يصيرُ مُحِبًّا من تمكن في معرفة الجمالِ الحقّ؟

قال عبد الغني النابلسي:
إنَّ صحوي بعد سكري هو صحوي في الهوى
حيث شمسُ الذات مني ما لها عني غروب

فقد سكِرَ في فَنائِه، وصحا في معرفته، فوجد نفسه محترِقًا في هواهُ بِشمسِ الحقيقة التي لا تغربُ عن سِرِّه، ولا تغيبُ عن روحه العاشقة.

وحينما تسري المحبة في كيانه تُغَيِّرُ أوصافه وتُبَدِّلُها.

ومن هذا المعنى قال الحسين بن منصور الحلاج: «حقيقة المحبة: قيامُك مع محبوبك بخلع أوصافك»، فيخلع المحبُّ عندها ثوبَ البُخلِ والإقتارِ البشريّ، ويلبسُ خُلُقَ الكرمِ الإلهيّ، ويَخلعُ ثوبَ الاستعجالِ الإنسانيّ، ويلبسُ خُلُقَ الحِلم الإلهي، ويخلعُ ثوبَ الحِقدِ والضغينةِ، ويلبسُ خُلُقَ العفو والمغفرة والصفح الإلهي، وهكذا..

ولا يصل الصوفيُّ إلى هذه الأخلاق الحقِّية بحفظِ العبارات، ولا باستحضارِ الكلمات، لكنه يتحققُ بها إذا نزلَ في حضرة المعرفة، فأحرقته شمسُ المحبة، وصهرته نار العشق.

قال أحمد بن عطاء الله السكندري في حكمه العطائية: «لا يُخرجك عن الوصفِ إلا شُهُودُ الوصفِ».

وإلى تبدُّل الأوصاف بسبب المحبة يشيرُ أيضًا جوابُ الجنيد حين سئل عن المحبة فقال: «دُخُولُ صِفَاتِ الْمَحْبُوبِ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ صِفَاتِ الْمُحِبِّ».


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية