جاء في الحكم : "ﻣﺎ ﻧَﻔَﻊَ اﻟﻘَﻠْﺐَ ﺷَﺊٌ ﻣِﺜْﻞُ ﻋُﺰْﻟﺔٍ ﻳَﺪْﺧُﻞُ ﺑِﻬﺎ ﻣَﻴْﺪانَ ﻓِﻜْﺮَةٍ"و قد أملت هذه الظروف أن ندخل خلوة ملئها الذكر و الفكر وقد ورد في الأثر : "تفكر ساعة خير من قيام ليلة".
و مما يرد من خواطر أن النعم تعرف بفقدانها والذي عرفنا قدره الآن هو قيمة مجالسة الفقراء الذاكرين، و لله ذر سيدي أبي مدين الذي عرف قدرهم فقال :
ما لَذَّةُ العَيش إلَّا صُحْبة الفُقرا
هم السلاطين و السادات و الأُمرا
الفقراء هم أواني لمدد المربي ووسيلته لتربية بعضنا البعض وقد ورد في الأحياء :"مثل الأخوين مثل اليدين تغسل احداهما الأخرى" و مما اشتهر عندنا في الطريق : " الشيخ تيولد و الفقرا تيربيو".
إن مجمع الفقراء هو محط تنزلات المدد تتجلى فيه همة المربي التي تغسل و تزكي و تطهر.ولَكَم سمعنا من شيخنا سيدي مولاي جمال الدين -رضي اللّٰه عنه-قوله : "الوظيفة حمام أهل اللّٰه".
من قصر فهمي ان أحجب عما يحمله أخي الذاكر من مدد و لا أرى إلا تجليات ضعفه التي جئنا جميعا من أجلها إلى هذا المستشفى الرباني و عند هذا الطبيب المأذون .أليس أخي الذاكر هو مشروع ولاية كبرى كما أقسم على ذلك أهل اللّٰه.
إن مخالطة الفقراء هو ميدان الأدب و ترك الحظوظ و طلب المزية.
مريد بودشيشي