رسالة في قوله :
مَن شَغَلَهُ ذِكْري عَنْ مَسْأَلَتِي
أَعْطَيْتُهُ أَفْضَل مَا أُعْطِي السَّائِلِين.
فإن شئتَ أن تُقضى حوائجك بدون سبب فيها فأعرض
عنها وأقبل على ربِّك، فإنها تُقضى - إن شاء الله -، ولو تركتها بأسرها وأقبلت على
ربِّك فيها لأتاك ما تريد من خيرِ الدنيا ومن خير الآخرة، ولكانت لك الطريق في
السماء كما هي لك في الأرض وأكثر، إذ قال صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عن ربِّه
عز وجلّ - : (مَنْ شَغَلَهُ ذِكْري عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَل مَا
أُعْطِي السَّائِلِينَ)[1].
واسمع - أيها الفقير - ما قلتُ لبعض الإخوان
رضي الله عنهم : ما مِن حاجة افتقرتُ إليها فأعرضتُ عنها وأقبلتُ على ربي إلّا وهي
حاضرة بين يدي كبيرة كانت أو صغيرة، بقُدرة السميع العليم.
ونرى أن حوائج العامّة تُقضى بالتسبب فيها،
وحوائج الخاصّة تُقضى بالإعراض عنها، والإقبال على الله، والسلام.
** ** *
1 - رواه الترمذي في سننه.