نسبه
الشيخ ابو محمد صالح: هو ابو محمد بن ينصارن بن غفيان.
يقول أبو زيد
عبد الرحمان بن عبد العزيز بن أبي محمد صالح رضي الله عنهم، أن نسبهم قرشي من بني
أمية من ذرية عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه.
أما في بلاد
المغرب فهو من عشيرة بني حي فخذ من أفخاذ بني نصر من قبيلة بني ماجر وبنو نصر
جميعهم هساكرة.
قال ابن خلدون
بني ماجر فريق من دكالة، وهناك رباط آسفي المعروف ببني ماكر من بطونهم كبيت بني
أمغار، وبيت البوعنانيين، وبيت المشترائيين، وبيت صنهاجة، وبيت بني دغوغ، وبيت
رجراجة.
سيرته
هاجر إلى
الإسكندرية في تاريخ غير محدد ومكث بها عشرين سنة درس خلالها الفقه والحديث
والتصوف على يد شيوخ منهم : ابن عوف وأبو عمران موسى بن الهارون الماجري، وأبو
محمد عبد الرزاق الجزولي، وتلقى العلم أيضا بالحجاز والعراق والشام وتونس وبجاية،
حيث يفترض أنه التقى بأبي مدين الغوث.
كان أبو محمد صالح إماما ذائع الصيت، يَرِد عليه الصوفية من المشرق للأخذ عنه، وانتشرت طريقته خلال القرن السابع، فكثر تلاميذه في الشام ومصر.
في وقته أثارت مسألة الحج جدلا كبيرا في بلاد المغرب، حيث أصدر في حقها الإمام الطرطوشي والإمام المازري فتوى تسقط الحج عن المغاربة، وكذلك بعض فقهاء دكالة الذين نحوا نفس المنحى.. وبقيت الأمور بين أخذ ورد إلى أن ظهرت دعوة أبي محمد صالح لتأسيس «ركب الحاج المغربي»، الذي عرف أول الأمر ب «الركب الصالحي»، حيث كان ينطلق من مدينة آسفي في اتجاه الحجاز.وبذلك عملت الطريقة الصالحية على محاربة الدعوة إلى إسقاط الحج عن المغاربة بذريعة المخاطر التي يتعرض لها الحاج أثناء السفر.
عاد الشيخ أبو
محمد إلى آسفي بقسط وافر من العلم رشحه للتدريس بتونس في طريق عودته.
لا يُعرف عنه أي معلومات حول نشاط علمي له في آسفي، كل ما يُتوفَّر عليه هو مجموع كتبه عام
584ه/1189م وسماه "تلقين المريدين يضم :
- المقصد
الأسنى في أسماء الله الحسنى لأبي حامد الغزالي
- بداية
الهداية لأبي حامد العزالي
- الرسالة
القشيرية بشرحها
- عقيدة
الجبراني
- فرائض
الصلاة للصقلي
سنده في
المشيخة
أما مشيخته في
التصوف فقد نقلها شرف الدين البوصيري الشهير حيث يقول: ان شيخه الذي كان يعتمده هو
شيخ الشيوخ في عصره وإمام المحققين في دهره ومصره، وأبو مدين شعيب ابن الحسن
القلجيري الاندلسي، عن أبي الحسن القلجيري الاندلسي، عن أبي الحسن علي بن حرزهم،
عن أبي بكر بن العربي، عن ابي حامد الغزالي، عن امام الحرمين، عن ابي طالب المكي،
عن ابي قاسم الجنيد، عن ابي السرى المغلس السقطي، عن ابي فيروز الكرخي، عن داوود
الطائي، عن ابي حبيب العجمي، عن الحسن البصري، عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه.
وقد قيل أنه
كان يتعبد "بجبال لبنان"، واتصل بعدة شيوخ كرام هناك، ثم ظهر اعتكافه
وقنوته ومجاهدة النفس اللوامة في المغرب، حيث أنه رحمه الله ورضي عنه إدرك
القطبانية على يد الرجل الفحل سيدي بوزيد دفين شيشاوة، بعمالة مراكش، وانقطع
للعبادة والمجاهدة بصومعة سيدي شيكر، بقبيلة احمر ناحية اسفي. ويقال: أن صاحب
الصومعة سيدي شيكر كان أحد أصحاب سيدنا عقبة بن نافع رضي الله عنه.