آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تنبيه السالك إلى ادعاء المتمشيخ

تنبيه السالك إلى ادعاء المتمشيخ

يجب الاعتراض على من تصدّر للإرشاد لمن ليس لهم إجازة صحيحة و إذن صريح من طرف الشيخ الكامل ووجوب الإعتراض على حالهم والإنكار عليهم لأنهم ضاعوا وأضاعوا الناس لحبس الناس عن الذهاب إلى باب أهل الكمال و منعهم عن طريق الله . كما أنهم يحسبون أن الطريقة وضع رسم و تصاوير، و أنّ المشيخة تصنُّعٌ لجهلهم عن أسرار المشيخة، و قلة عقلهم بما يعينهم إلى الصّلاح، و هم قُطَّعُ طريق الأوّاب، و مفرِّقوا جمع الأحباب، بل هم أضرُّ على الإخوان من المنكِر المغتاب، و وقع شباكهم بعض الحدأة و الغراب.

قال الرازي رحمه الله تعالى : و لا يخفى أن مَن تصدَّر للمشيخة من غير إذن فما يفسده أكثرُ مما يصلحه، و عليه إثم قاطع الطريق، فإنه بمعزل عن رتبة المريدين الصادقين؛ فضلاً عن المشايخ العارفين.

وقال أيضا : و إياك أن تصحب أحداً من المدّعين للطريق بلبس الزيّ، أو تدعهم يأخذون عليك العهد، فإنه آذى من الثعبان، و ذلك أنك تشهد الاذى من الثعبان فتأخذ منه حذرك، و لا هكذا من ظهر مظهر الصّلاح وهو في الباطن شيطان في زيّ إنسان. 
و في "البهجة": قال الرازي: و يجب على الطالب الصادق في بدايته أن لا يصحب أكثر مدّعي المشيخة في هذا العصر إلا بظهور أمارات الصّدق، بإلهام من الله، أو بشهادة الصادقين من أهل الطريق لذلك الشيخ.
و اعلم أن من لا يعرف أباه و أجداده في الطريق فهو مطرود و كلامه دعوى غير مقبولة، و ربما انتسب إلى غير أبيه فيدخل في قوله عليه السلام "لعن الله من انتسب إلى غير أبيه".

و قد أجمع السلف كلهم على أنّ من لم يصح له نسب القوم و لا أُذِن له في أن يجلس للناس لا يجوز له التصدّر إلى إرشاد الناس و لا أن يأخذ عليهم عهداً، و لا أن يلقنهم ذكراً و لا شيئاً من الطريق، إذ السرّ في التلقين إنما هو ارتباط القلوب بعضها ببعض إلى الرسول عليه السلام إلى حضرة الحق جل جلاله، فمن لم يدخل سلسلة القوم فهو غير معدودٍ منهم. 

فمن لم تتصل سلسلته إلى الحضرة النبوية فإنه مقطوع الفيض، و من لم يكن وارثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تؤخذ منه المبايعة و الإجازة، لما ورد في الحديث: "العلماء ورثة الأنبياء" بأسانيد صحيحة، و لما أخرجه الطبراني عن عبد الله بن بسرى رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "طوبى لمن رآني و آمن بي، و طوبى لمن رأى من رآني، و لمن رآى من رآى من رآني و آمن بي، و طوبى لهم و حسن مآب" قال الشيخ عبد الله السلّمي قدس الله سره: قوله "طوبى لمن رآني و طوبى لمن رآى من رآني"!! أي طوبى لمن أثّر فيه بركات نظري و مشاهدتي، و لمن أثّر فيه مشاهدة أصحابي.. و هكذا حالاً بعد حال إلى أن بلغ حكماء الأمة و أولياء الله تعالى في أزمنته، فكل من أثّر فيه نظر حكيم أو مشاهدة و ليٌّ فإنما ذلك التأثير من نظر النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أصحاب على اختلاف أحوالهم فأثّر كل واحد بحسب حاله، ولهاذا جرت التأثيرات من المشايخ للمريدين و يجري إلى آخر الدهر، لأن إسناد الحال كإسناد الأحكام. انتهى.

واعلم أن السالك مبتلى بنفسه، فإذا عمل وحده أو مع من تصدر للمشيخة بغير إذن ربما ظفر منه الشيطان بخيالات و أوهام، و عقائد فاسدة، و أفكار كاسدة، و كسل و مكر و حيل و زندقة و استدراج و غيرها، و يوهمه أن ذلك من الأحوال و الأصول، و هو لا يدري لا سيما المبتدء، فإنه يشوّش عليه هذه الحالة، فلا بدّ من شيخ بشروطه السابقة لينجو من هذه الورطة و عقبات الطريق و توقّفه.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية