ونسبوا الصوفي للكمال وضربوا معناه في المثال
فهوكالهواء في العلو ثمكمثل الأرض في الدنو
ثمكمثل النار في الضياء ثمكمثل الماء في الإرواء
فهو إذا للكائنات حاصر إذ صار في معناهكالعناصر
لا شك أن الصوفي المحقق قد حاز مرتبة الكمال على التمام، فما من مرتبة إلا حاز أكملها وأشرفها:
فأخذ من مقام الإسلام: كمال التقوى والاستقامة على التمام.
وأخذ من مقام الإيمان تمام الطمأنينة وكمال الإيقان.
وأخذ من مقام الإحسان: أعلى المراتب، وهي الشهود والعيان.
وقد قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي االله عنه: أهل الدليل والبرهان عموم عند أهل الشهود والعيان.
وأخذ الصوفي أعمال القلوب الباطنة، والذرة من أعمال القلوب أفضل من أمثال الجبال من أعمال
الجوارح.وفي الحديث: (تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة).
وعبادة القلوب هي: الفكرة والنظرة، والرضا بما يبرز من عنصر القدرة، فعبادة العارفين كلها مضاعفة إما بسبعين أو بألف أو بأكثر، ولذلك قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي االله عنه: أوقاتنا كلها ليلة القدر: يعني كلها خير من ألف شهر من عبادة العامة
وفي الحكم :(ما قل عمل برز من قلب زاهد، ولاكثر عمل برز من قلب راغب).