فالعجزُ المذكور هنا ليس المقصود به ما يعتمده أصحاب النفوس المتكبرة والمتحيرة من أن من ساد منهم لا يدعه تكبره وتجبره من أن يفاخر ويباهي بذلك من لم يسُد، وإنما المقصود هنا التحدث بنعم الله وإشهار أمرها وإشارة ذكرها كما حقق ذلك الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبّاد رضي الله عنه في رسائله الكبرى، وإنما قرّرنا مع كل علامة لأن هذه الأشياء هي مجموع الانتباه علامات لا بعضها كما ذكره في العوارف فقال : ثم بعد الآتي جار يجر العبد حال الانتباه.
قال بعضهم : "من لزم مطالعة الطوارق انتبه". وقال أبو يزيد : "علامة الانتباه خمس : "إذا ذكر نفسه افتقر، وإذا ذكر ذنبه استغفر، وإذا ذكر الدنيا اعتبر، وإذا ذكر الآخرة استبشر، وإذا ذكر المولى افتخر". فأنت ترى كيف جعل طلب المغفرة من الله على الذنب أمراً قائماً بنفسه، ولذلك جعلناه نحن كذلك، وإنما عطفه الناظم رضي الله عنه بالفاء دون سائر إخواته إشارة إلى سرعة حصوله عن شهود حال النفس في غاية الفقر وملازمته له والجاء تدل على الاتصال و لا كذلك الآخر فإنه بينها، مثل ما بين هاذين، ومن وُجد فيه بعض هذه الأشياء ففيه من الانتباه بقدر ذلك.