قال : (قَالَ: وَتَوْبَةُ الْأَوْسَاطِ مِنِ اسْتِقْلَالِ الْعَبْدِ الْمَعْصِيَةَ، وَهُوَ عَيْنُ الْجُرْأَةِ وَالْمُبَارَزَةِ، وَمَحْضُ التَّزَيُّنِ بِالْحَمِيَّةِ، وَالِاسْتِرْسَالِ لِلْقَطِيعَةِ).
(الأوساط) هم المتوسّؤطون في السلوك، الذين ينظرون إلى حكم الله وقضائه عليهم بما يصدر عنهم، فهم يستقلُّون المعصية ويستحقرونها في جنب سعة رحمته وعفوه، وهو عين الجرئة والمبارزة على الله، ومحض الحماية والمحاماة للنفس، بأن يبرءوها عن المخالفة ويحيلوا مخالفة حكمه على حكمه، فهم متديِّنون بكونهم ناظرين إلى حكم الله وإرادته، وأن لا حرج على أنفسهم فيما يفعلون؛ مسترسلون في الذنوب المورِّطة في الهجران، المقتضية للقطيعة؛ يدَّعون أن من هذا حالُه لا ذنب له، وهو عين الاغترار والإفراط في البسط.
وأكثر من يقع في ذلك مَن يسلك بنفسه من غير شيخٍ يُربِّيه ويُؤدِّبه، وقد يكون من وارِدِ بسطٍ يؤدِّي إلى الإفراط فيه، فيردعه وارد قبض يصدُّه ويجدِّد توبته.
وفي الجملة يجب عليهم التوبة من ذلك، فإنَّه مخاطرة عظيمة أو سوء أدب يجرُّ إلى الهلاك إن دام.