آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح أقوال ابن عربي :ثم قال لي: الوجود مني لا منك وبك لا بي.

شرح أقوال ابن عربي :ثم قال لي: الوجود مني لا منك وبك لا بي.

قال ابن عربي : (ثم قال لي: الوجود مني لا منك وبك لا بي) أقول: مراده بهذا تأييد نزع الاختيار عن المخلوقات بل القدرة أيضا، فالفاعل لها وفيها هو الله تعالى، فهو موجود كونها وكونها موجود منه لا يقتصر على الفعل إذ الوجود من الرحمة والرحمة ناشئة عن العلم والعلم صادر عن ذات الله تعالى، فهو ممد الموجودات على الحقيقة بذاته وأفعاله هذا لمن يثبت الوجود مع الله، ونعوذ به ممن يقول بهذا الإثبات، فهذا معنى قوله (الوجود مني)، وأما قوله : (وبك لا بي) وذلك أن لفظة الوجود لا يطلقها إلا مخلوق فعين عرفان هذا المخلوق بوجوده نطق بلفظه الوجود، فكان هذا اللفظ بوجود المخلوق، وأيضا فإن الزمان المحدث لم يتعلق إلا بعد وجود آدم لاشتراط العقل بالإنسان فلم يعقل هذا الوجود إلا من صدق عليه هذا العقل، فلا يتيقن الوجود إلا بوجود، فعلى الحقيقة مراده هذا اليقين كأنه قال:لم يتعقل الوجود إلا بوجودك وأيضاً فإن أول صورة فتق في العماء هي الصورة المحمدية، من الرحمة والرحمة التي صدر الوجود عنها يستمد من وجود محمد صلى الله عليه وسلم إذ هو يستمد منها وهي تمده للسبق عليه فالوجود على الحقيقة من الله بوجود محمد صلى الله عليه وسلم، واستمداد العارفين من حقيقة محمد، ففي حال الشهود تكون صورة العارف مخلوقة من مدده صلى الله عليه وسلم، فلهذا قال له : (بك) أي : بصورة محمد وجد الوجود إذ العارف في حال الشهود مستهلك في صورة محمد صلى الله عليه وسلم.

شرح المشاهد القدسية
ست-عجم-بنت-النفيس-البغدادية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية