آخر الأخبار

جاري التحميل ...

رسائل مولاي العربي الدرقاوي


 رسالة في أن الخير كله في ذكر الله
 والاشتغال به وحده عن كل شيء والزهد في الدنيا


ومنها : فالمرض الذي أصاب قلبك أيها الفقير إنما أصابه من أجل شهواتك الجائرة عليك، فلو تركتها واشتغلت بأمر ربك لما أصاب قلبك ما أصابه.

واسمع ما أقول لك - والله يأخذ بيدك -: فإذا كنت مهما تسلطت عليك نفسك بادرت إلى أمر ربك وسلبت له الإرادة في نفسك، ذهبت عنك الخواطر النفسانية والشيطانية، وكل بلية لا محالة، وإذا كنت مهما تسلطت عليك نفسك اشتغلت بالتدبير والاختيار، واستغرقت في الخوض، وترادفت عليك الخواطر الشيطانية والنفسانية بجيوشها، واستولت عليها وأحاطت بك، وحينئذ فلا يكون لك خير، إنما يكون لك شر، والله يسلك بنا وبك مسلك أوليائه، آمين.

قال الشيخ الجليل ولي الله تعالى سيدي ابن عطاء الله في حِكمه : (إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَغْفُلُ عَنْكَ فَلاَ تَغْفُلْ أَنْتَ عَمَّنْ نَاصِيَتُكَ بِيَدِهِ).

وقال أستاذنا رضي الله عنه : عداوة العدو حقًّا هي اشتغالك بمحبَّة الحبيب، وأما إذا اشتغلت بعداوة العدو، نال مراده منك، وفاتتك محبّة الحبيب.

وقلنا : الخير كله في ذكر الله، ولا طريق إليه إلا من باب القناعة من الدنيا، والاستيحاش من الناس، وإهمال الظهر والبطن. و"ما نَفَعَ القلبَ مثلُ عُزْلَةٍ يدخلُ بها مَيْدَانَ فكرة" كما قال الشيخ الجليل سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه في حكمه.

وقلنا رضي الله عنا : ما نفع القلب شيء مثل الزهد في الدنيا، والجلوس بين يدي الأولياء رضي الله عنهم.

وأما وردنا الذي أخدنا عن أستاذنا رضي الله عنه، فقد تقدّم ذكره، وإسقاط منزلة النفس عندنا وعند شيوخنا وشيوخ الطريقة كلهم رضي الله عنهم شرط لازم، إذ قال بعضهم رضي الله عنهم : إن الذي تكرهون مني ذاك يشتهيه قلبي.

لكن لا ينبغي لك أيها الفقير أن تقول هذا الأمر إلا بعد أن تقوله لنفسك، ثم تسيرها عليه لا على غيره، والسلام.


أول  السابق  التالي



التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية