يقول ابن عطاء الله : الْحَقُّ لَيْسَ بِمَحْجُوبٍ وَإِنَّمَا الْمَحْجُوبُ أَنْتَ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِ إِذْ لَوْ حَجَبَهُ شَىْءٌ لَسَتَرَهُ مَا حَجَبَهُ وَلَوْ كَانَ لَهُ سَاتِرٌ لَكَانَ لِوُجُودِهِ حَاصِرٌ وَكُلُّ حَاصِرٍ لِشَىْءٍ فَهُوَ لَهُ قَاهِرٌ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} .
يقول ابن عباد : الحجابُ على الحق تعالى محال، واستدل المؤلف على ذلك بما ذكره هنا، وهو بينٌ لا إشكال فيه، والحجاب على العبد واجب من حيثُ ذلتُه؛ إذ هو عدم كما تقدّم، ولا نسبة بين العدم والوجود، فإن أراد الله تعالى رفع هذا الحجاب عمَّن شاء كيف شاء متى شاء رأى مَن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهذا مما يجب اعتقاده.
يقول ابن عجيبة : الحق تعالى محال في حقه الحجاب ، فلا يحجبه شيء لأنه ظهر بكل شيء وقبل كل شيء وبعد كل شيء ، فلا ظاهر معه ، ولا موجود في الحقيقة سواه ، فهو ليس بمحجوب عنك ، وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه ، لاعتقادك الغيرية وتعلق قلبك بالأمور الحسية ، فلو تعلق قلبك بطلب المولى وأعرضت بالكلية عن رؤية السوى ، لنظرت إلى نور الحق ساطعاً في مظاهر الأكوان ، وصار ما كان محجوباً عنك بالوهم في معد الشهود والعيان .