آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح الحكم العطائية : الْحَقُّ لَيْسَ بِمَحْجُوبٍ وَإِنَّمَا الْمَحْجُوبُ أَنْتَ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِ.



يقول ابن عطاء الله : الْحَقُّ لَيْسَ بِمَحْجُوبٍ وَإِنَّمَا الْمَحْجُوبُ أَنْتَ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِ إِذْ لَوْ حَجَبَهُ شَىْءٌ لَسَتَرَهُ مَا حَجَبَهُ وَلَوْ كَانَ لَهُ سَاتِرٌ لَكَانَ لِوُجُودِهِ حَاصِرٌ وَكُلُّ حَاصِرٍ لِشَىْءٍ فَهُوَ لَهُ قَاهِرٌ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} .


يقول ابن عباد : الحجابُ على الحق تعالى محال، واستدل المؤلف على ذلك بما ذكره هنا، وهو بينٌ لا إشكال فيه، والحجاب على العبد واجب من حيثُ ذلتُه؛ إذ هو عدم كما تقدّم، ولا نسبة بين العدم والوجود، فإن أراد الله تعالى رفع هذا الحجاب عمَّن شاء كيف شاء متى شاء رأى مَن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهذا مما يجب اعتقاده.


يقول ابن عجيبةالحق تعالى محال في حقه الحجاب ، فلا يحجبه شيء لأنه ظهر بكل شيء وقبل كل شيء وبعد كل شيء ، فلا ظاهر معه ، ولا موجود في الحقيقة سواه ، فهو ليس بمحجوب عنك ، وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه ، لاعتقادك الغيرية وتعلق قلبك بالأمور الحسية ، فلو تعلق قلبك بطلب المولى وأعرضت بالكلية عن رؤية السوى ، لنظرت إلى نور الحق ساطعاً في مظاهر الأكوان ، وصار ما كان محجوباً عنك بالوهم في معد الشهود والعيان .

فالناس كلهم يشاهدون ولا يعرفون ، وكلهم في البحر ولا يشعرون ، وسمعت شيخناً رضي الله عنه يقول :" والله ما حجب الناس عن الله إلا الوهم والوهم أمر عدمي لا حقيقة له " وسيأتي للشيخ :"مَا حَجَبَكَ عَنِ اللهِ وُجُودُ مَوْجُودٍ مَعَهُ ، وَلَكِنْ حَجَبَكَ عَنْهُ تَوَهُّمُ مَوْجُودٍ مَعَهُ " إذ لو حجبه تعالى شيء حسي ، لستره ذلك الحجاب ، ولو كان له ساتر حسي لكان لوجوده حاصر ، إذ محال أن يستره من جميع الوجوه ولا يحصره ، وكل حاصر لشيء فهو له قاهر ، كيف والله تعالى يقول :" وهو القاهر فوق عباده " أي لأنهم في قبضته وتحت تصريف قدرته ، وتخصيص إرادته ومشيئته ، والفوقية عبارة عن رفعة الجلال والمكانة ، لا المكان كما يقال :السلطان فوق الوزير ، والسيد فوق عبده ، والمالك فوق المملوك ، وغير ذلك مما يثبت الكبرياء وينفي سماة الحدوث والله تعالى أعلم .

 

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية