آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب : الانتصار للأولياء الأخيار

كتاب : الانتصار للأولياء الأخيار

مخطوطة : الانتصار للأولياء الأخيار

المؤلف : يوسف بن الملّا عبد الجليل
**   **   **
يوسف بن عبد الجليل الخضري (ت. 1241 هـ / 1825 م) هو واعظ حنفي، من أهل الموصل.
هو يوسف بن عبد الجليل بن مصطفى الخضري الجليلي الموصلي، توفي سنة 1241 هـ وقيل سنة 1243 هـ. له أخ فقيه هو محمود بن عبد الجليل الخضري.أخذ الطريقة القادرية من والده الشيخ عبدالجليل .

من آثاره:


«الانتصار للأولياء الأخيار»
«كشف الأسرار وذخائر الأبرار».
«الإستشفاء بأحاديث المصطفى».
**   **
هذا كتاب الانتصار للأولياء الأخيار رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي ملأقلوب أحبته من سرِّ محبَّته سروراً، وكسى وجوههم من إشراق ضياء بهجته نورا، توّجهم بتيجان البهاء وكتب لهم بالولاء منشوراً، وهداه مإلى طريق معرفته، فداموا على محبَّته، وما غيَّروا تغييراً، شعر:

نالوا بذلك فرحةً وسرورا.... وسعَوا فأصبح سعيهم مشكورا
قوم أقاموا للإله نفوسهم ... فكسا وجوههم الوسيمة نورا
تركوا النعيم وطلَّقوا لذّاتهم ... زهدًا فعوَّضهم بذاك سرورا
قاموا يناجون الحبيب بأَدمُعِ ... تجري فتحكي لؤلؤا منثورا
ستروا وجوههموا بأستار الدجى ... ليلا فأضحت في النهار بدورا
عملوا بما علموا فجادوا بالذي ... وجدوا فأضحت حظَّهم موفورا
وإذا بدا ليل سمعتَ أنينَهُم ... وشهدتَ وجدا منهمُ وزفيرا
تَعبُوا قليلا في رضا محبوبهم ... فأراحهم يوم المعاد كثيرا
أحمده سبحانه وتعالى حمداً كثيراً... وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده
لا شريكَ له إلهاً حليماً غفوراً ... وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا وسَنَدَنا

ودخيرتنا عند الله محمّدا عبده ورسوله الذي أرسله شاهداً ومبشِّراً ونذيراً،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليماً كثيراً.

وبعد : فيقول العبد الفير الحقير، المقرّب بالذّنب والتّقصير، المعتمد على رحمة ربِّه الكريم الخبير، تُراب أقدام الصالحين، وغُبار مجالس العلماء العاملين، العبد الضعيف النّحيف الذليل، يوسف بن الملّا عبد الجليل، عامله الله تعالى بلُطفه الجميل، وأجراه على موائد برِّه الجزيل : لمّا رأيتُ ظهور الإنكار، على الأولياء الأخيار، وهو من البدع الكِبار، وقد قال نبيّنا المختار، صلى الله عليه وسلّم : (ما دامَ الليل والنّهار، إِذَا ظَهَرَتِ الفِتَنُ وَالْبِدَعُ، وَسُبَّ أَصْحَابِي، فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عِلْمَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلاً) [رواه الخطيب البغدادي] وقال صلى الله عليه وسلم : (ما أظهرَ النّاس البِدع إلّا أظهرَ الله تعالى فيهم حُجّتَه عَلى لِسانِ مَن شاءَ من خَلقه)[رواه الحاكم] وقال صلى الله عليه وسلّم : (أنّ الناس إذا رأوْا مُنكراً فلم يغيِّروه يُوشكُ أن يعُمَّهم بعقابه)[رواه ابن ماجة والترمذي] وقال صلى الله عليه وسلم : (مَا مِنْ امْرِئٍ مُسلِمٍ يخدلُ امرَءاً مسلماً أي يترك نصرته وعونه في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضِه إلّا خدله الله تعالى في موضع يحبُّ فيه نصرته، وما من امرئٍ مسلمٍ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلاّ نصره الله تعالى في موطنٍ يحبُّ فيه نصرته)[رواه أبو داوود] وقال صلى الله عليه وسلم : (مَن دعَا إلى هُدًى كان له من الأجر مثلَ أجورِ مَن تبعَه، لا ينقص ذلكَ من أُجورِهِم شيئا)[رواه مسلم] فأردتُ بعون الله سبحانه وتعالى أن أؤلِّفَ كتاباً يشتملُ على معرفة أولياء الله تعالى وأوصافهم ونفع محبَّتهم، وضررِ مُعاداتهم، والإنكارِ عليهم، وغير ذلك نصيحة للمسلمين، فاستخرتُ الله العظيم، وتفأّلتُ بكتابه الكريم، فظهرَ في أوّل سطرٍ من جانب اليمين {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} فعند ذلك قويَ عزمي، فشددتُ حزمي، وشرعتُ في ذلك مستعيناً بالله العظيم، راجياً منه سبحانه وتعالى أن يوفّقني للتّتميم، ومبتهلاً إليه عزّ وجلّ أن يجعله خالصاً لوجههِ الكريم، ونافعاً للمسلمين، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، ورتّبتُهُ على خمسة عشر باباً : 

الباب الأول : في معرفة أولياء الله تعالى وأنّهم لا ينقطعون. 
الباب الثاني : في صفاتهم وما أعدّ الله لهم تعالى من الفضل الجميل والأجر الجزيل.
الباب الثالث : في نفع محبّتهم.
الباب الرّابع : في ضرر مُعاداتهم والوقيعة فيهم والإنكار عليه وعلاج ذلك.
الباب الخامس : في ردِّ شُبه المنكرين عليهم.
الباب السادس : في كراماتهم.
الباب السابع : في عقائدهم.
الباب الثامن : في طريقهم.
الباب التّاسع : في التّصوّف.
الباب العاشر : في رُتبة المشيخة وبيان الشّيخ والمريد وبيان سنّية المبايعة وكيفيَّتها.
الباب الحادي عشر : في حقوق المسلم والأقارب والرّحم والوالدين والولد والمملوك والأخوة والصّحبة والعالم والأستاذ والزوج والزوجة وفضيلة الألفة والأخوة.
الباب الثاني عشر : في ذكر الله سبحانه وتعالى.
الباب الثالث عشر : في السّماع.
الباب الرابع عشر : في ذكر مناقبِ بعضِ أكابر هذه الأمّة المحمّدية.
الباب الخامس عشر : في زيارة الصالحين، الأحياء والميّتين، وأنا أرجو ممَّن وقع بيده هذا التأليف فظهرَ فيه خطأ أو تحريف، أن يصلح ما لقيه مختلاّ، وينتهج عنه من الاعتذار الطريقة المثلى، ولا يردّه حسداً من نفسه الأمّارة، فإنِّي أعوذ بعزّة الله سبحانه وتعالى من شرِّ حاسد يسدّ باب الإنصاف، ويردّ عنّي جميل الأوصاف، شعر :

تَرَى الْفَتَى يُنْكِرُ فَضْلَ الْفَتَى ... لُؤْمًا وَخُبْثًا فَإِذَا مَا ذَهَبْ
لَجَّ بِهِ الْحِرْصُ عَلَى نُكْتَةٍ ... يَكْتُبُهَا عَنْهُ بِمَاءِ الذَّهَبْ
وما أحسن قول شيخ الإسلام خير الدين الرّملي رحمه الله تعالى :
قُلْ لمَنْ لَا يرَى المُعاصِرَ شيئاً ويَرَى للأوائِلِ التّقدِمَا
إنَّ هذا القدِيم كان حديثا ... وسيبقى هذا الحديث قديما

وسمّيتهُ : (الانتصار للأولياء الأخيار) وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلتُ وإليهِ أُنيب، وما شاء الله لا قوّة إلّا بالله، توكّلتُ على الله، اعتصمتُ بالله، فوَّضتُ أمري إلى الله، وأستودعه سبحانه وتعالى نفسي وديني وإيماني وأولادي وأهلي وأصحابي، وأحبابي وأحبّائي، وسائر مَن أحسن إليّ وجميع ما أنعم عليّ وعليهم من أمور الآخرة والدّنيا والدّين، فإنّه سبحانه وتعالى إذا استودعَ شيئاً حفِظهُ وهو نِعمَ الحفيظ وأكرم الأكرمين.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية