آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المنح القدوسيّة في شرح المرشد المعين بطريق الصوفيّة - 18

 ولما ذكر أن القدرة والإرادة والعلم لها تعلق بالممكنات سابقاً على تعلق بقية الصفات. أخبر عن الصفات التي تتعلق بالممكنات بعد إيجادها وكمالها.

فقال قدس سره :

وَالسَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَالكَلاَمُ          بِالنَّقْلِ مَعْ كَمَالِهِ تُرَامُ

يعني أنَّ هاته الصفات لها تعلق بالممكنات بعد كمالها لأن السمع والبصر لا يتعلّقان بالمعدوم وإنما يتعلقان بالموجود، فتحصل من هذا أن الصفات المتقدمات في الذكر يتعلقن بظواهرها، فباطن العالم قدرة وإرادة وعلم وظاهره سمع وبصر وكلام ولا زائد على هذا المقام لأن  الممكن لا مقام له مع مولاه ولا يمكن أن يكون مع الإله سواه حتى تكون له رتبة معه بأن يسمى بالوجود أو بالعدم، فكل ما خلا الله باطل والممكن من حيث زائل ولهذا قال رضي الله عنه :

لَوِ اسْتَحَالَ مُمْكِنٌ أَوْ وَجَبَا         قَلْبَ الْحَقَائِقِ لُزُومًا أَوْجَبَا

أي لو كان وجود الممكن وهو ما سوى الله واجب الوجود أو مستحيل الظهور لكان له اعتبار على كل حال حيث وصفناه بالوجود أو بالاستحالة، وإنما هو لا وصف له ولا نعت ولا اسم ولا رسم لفقده واضمحلاله فهو عند القوم لا يسمونه لا بعدم ولا بوجود، ولو أثبتوا له الوجود لكان ذلك شركاً ولو حكموا عليه بالاستحالة لكان ذلك منهم اعتباراً له، وكيف يعتبرون من ليس بموجود، فالله واجب الوجود وما سواه مفقود.

البداية السابق التالى

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية