آخر الأخبار

جاري التحميل ...

السير والسلوك الى ملك الملوك - 17

والغيبة : أن تذكر أخاك بما فيه، وتعلم أنه لو سمعه لكرهه، سواء كان في بدنه أو نفسه أو فعله أو قوله أو دينه أو دنياه أو ثوبه أو داره أو دابته وغير ذلك.

فمتى ذكرته بشيء من هذه الأشياء وكان ذلك الشيء فيه كان بهتاناً، وهو أَمَرُّ من الغيبة، ولا فرق بين المستغاب حاضر أو غائب.

والأحاديث الواردة في النهي عما ذكرناه من آفات اللسان كثيرة، ومن لم يؤثر فيه سماع القليل لا ينفعه الكثير، وبالله التوفيق.

وأما المزاح : فإنه يُميت القلب، ويعقبه ظلمة، لو عرف السالك ما نقص من حاله بسبب المزاح ما فعله مرة أخرى، ويعرفها مَن كان باطنه منور.

وأما أصحاب الظلمة فلا يحسون بآفة المزاح، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لاَ تُمَارِ أَخَاكَ وَلاَ تُمَازِحُهُ)، فإن قلت : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح، فأقول لك : صدقت، ولكنه يقول حقًّا وأنت لا تقدر على هذا المزاح، فالأولى لك تركه إلا في بعض الأوقات، وذلك عند ازدياد القبض وضيق الصدر.

وأما التَّزيُّن للخلق : فإنه يشغل السالك، ويقصيه عن مطالبه، لأنه يحتاج إلى تحصيل ما يتزيَّن به من اللباس، والتطيُّب وتسوية العمامة، وغير ذلك مما يلهيه عن ذكر ربه، وعن الحضور.

والمطلوب من السالك أن يكون مسقوطا في نظر الخلق، ليس له في قلوبهم منزلة، والتزين لهم ينافي ذلك، هذا حال السالك.

وأما المرشد : وهو الذي أقامه الله تعالى لدعوة الخلق للحق، فالواجب عليه أنه لا يفعل ما يسقطه من أعين الخلق، لأنه يفسد حالهم.

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الخروج على أصحابه ينظر في المرآة، وسوّى عمامته وشعره، فسألته عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقال : (إن اللّه يُحبُّ مِنَ العَبْدِ أنْ يَتَزَيَّنَ لِإِخْوَانِهِ إِذَا خَرَجَ اِلَيْهِم).

وأما التفاخر : فهو مذموم منهي عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم : (إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ) أي لا يظلم أحدٌ أحداً.

والتفاخر قد يكون بالمال، وقد يكون بالآباء، وقد يكون بالعبادة، وكله مذموم قبيح، على الخصوص بالنسبة إلى السالك، لأنه طلب لأن يتحقق بالعبودية، ولا ينازع الربوبية وهذه الأشياء كلها مناقضة للعبودية.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية