آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الانتصار للأولياء الأخيار-3


الانتصار للأولياء الأخيار-3

الباب الثاني في صفاتهم وما أعدّ الله لهم من الفضل الجميل والأجر الجزيل


قال ربّنا سبحانه وتعالى : {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ}[يونس:62] أي الذين يتولّونه بالطاعة ويتولّاهم بالكرامة ى خوفٌ عليهم من لحوق مكروه ولا هم يحزنون بفوات مأمول، والآية كمُجمل فسّره قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[يونس:63]، قال الواحدي في الوسيط : قال الأزهري : اتّفق العلماء أنّ الإيمان معناه التّصديق كقوله تعالى : {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا}[يوسف:17]أي بمصدِّق، ومعنى التّصديق هو اعتقاد السّامع صدق المخبر فيما يُخبر، فمن صدّق الله تعالى فيما أخبر به في كتابه وصدّق الرسول فيما أخبر معتقداً بالقلب تصديقهما فهو مؤمن، ومعنى الاتقاء في اللّغة الحجز بين الشيئين، يقال : اتّقاه بترسه، أي جعل التّرس حاجزاً بينه وبينه، ومنه التّقية في الدّين يجعل ما يظهره حاجزا بينه وبين ما يخشاه من المكروه، ومنه الحديث : (كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ[أي اشتدّ البأس] اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم فَكَانَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ) فالمتّقي هو الذي يتحرّز بطاعته عن العقوبة، ويجعل اجتنابه عمّا نهي عنه وفِعلَهُ ما أُمِر به لكن بصدق الورع، وحسن النيّة وسلامة القلوب، والنصيحة للمسلمين ابتغاء مرضات الله تعالى بصبر وخير ولبّ وحلم وتواضع في غير مذلّة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ) [رواه البخاري ومسلم] وفي رواية (وَهُمْ بِالشَّام). وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : (طُوبَى للشَّام، قُلْنَا : لِأَيِّ شَيءٍ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قال : لأَنَّ مَلاَئِكَةَ الرَّحمنِ بَاسِطَةً أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا)[رواه الإمام أحمد والترمذي]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ)[رواه مسلم]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (وَدِْدتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إخْوأننا، قالُوا : يَا رسول الله أَلَسنا إخوانك ؟ قال : بَل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعدُ وَأَنا فرطهم على الحوض)[رواه البغوي] وأنا أرجو الله سبحانه وتعالى حيث منَّ عليَّ بالانتماء إلى مذاهب أوليائه الكرام، والانتساب إلى كريم مناسب أصفيائه ذوي الاحترام، ورزقني شيئاً من من تعظيمهم وحبِّهم، وقسطاً من تكريمهم وبرّهم، أن لا يحرمني من شفاعتهم، ولا يخرجني من كنف ولايتهم، ولا يطردني عن بابهم الكريم، ولا يصرفني عن منهجهم القويم، فهمُ القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم، شعر :

 لي سادة من عزهم * أقدامهم فوق الجباهْ
 إن لم أكن منهم فلي * بحبهم عز وجاهْ

رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ونفعنا ببركاتهم، وأفاض علينا من إمداداتهم. آمين.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية