آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المُعْزى في مناقب الشيخ أبي يَعْزى -26

ويحكى عنه فيما نقله صاحب التشوف: عن أبي جعفر محمود بن يوسف تلميذه قال: سمعت الشيخ أبا يعزى يقول: أنا وأبو زكريا يحيى بن محمد القراوي الذي كان بتادل؛ كهاتين وأخذ ورقة من العزف وقسّمها نصفين مستويين، فكل ما أعُطيته أنا أُعطيه هو، إلا أني رُزقت أولادًا وهو لم يتزوج.

قلت: وهذا الإمام الذى أشار إليه هو المدفون الآن عند مجمع وادي درنة بأم الربيع، وقبالته أبو محمد مع الله بينهما ميلين أو ثلاثة أو ما يقرب من هذا.

وأبو زكريا على ضفة درنة، وأبو محمد على ضفة واد أم الربيع وأسفل منهما أبو جعفر محمود بن يوسف الصنهاجي تلميذ أبي يعزى يكون بينه وبينهما ستة أميال أو ما يقرب من ذلك على ضفة وادي أم الربيع في موضعٍ عالٍ مشرِّف على الوادي رحمهم الله ورضي الله عنهم ونفعنا بهم.

وحكى صاحب التشوف: عن سبب توبة أبي زكريا يحيى بن محمد الذى كان يثني عليه الشيخ قال: إنه كان من الرعيان، وكان أقرع يأوي إلى رجلٍ صاحب ماشية كثيرة، فنـزل بالرجلِ أضيافٌ، فصنع لهم طعامًا فجاء أبو زكريا يحيى بن محمود بالماء؛ ليغسلوا أيديهم، فأبوا أن يناولهم استقذارًا له، فنـزعت به همته، فقال: والله لا خدمت إلا الله ولا خدمت مخلوقًا أبدًا، وأقبل على عبادة الله إلى أن أُلحق بالأفراد وفي ذلك أنشدوا:

تَزوَّد مِنَ الدُّنْيَا فَإنَّك فِي رَمْسِ      وَعْدٍ عَنِ الْفِعْلِ الذِّي كَانَ بِالأَمْسِ
وَلا تَتَخَلَّف عَنْ رِجَالٍ تَقَدَّمُوا       مِنَ العالَمِ الأدْنَى إِلَى الْعَالَمِ الْقدسِ
وَأَقْبَل عَلَى إِصْلاحِ نَفْسِكَ إِنّمَا      تُثَابَ بِمِقْدَارِ التَّشَاغُل بِالنّفْسِ

وتوفي الشيخ أبي يعزى فيما نقله جماعةٌ ممن تعرضوا لسيرته وسياره عام اثنين وسبعين وخمسمائة وعمره يقرب من مائة وثلاثين سنةٍ كذا قالوا، والله أعلم.

وترك الأولاد، والمعروف منهم؛ الذى يكنى به وهو أبو علي يعزى, وهو الذى أقيم مقامه لما مات وظهرت عليه بركاته في ساعته.

قال أبو العباس بن الخطيب: رأيت شيخًا من أحفاده على صفة جده ولونه وقده، وتبرّكت به، وذلك في عام إحدى وستين وسبعمائة. وكان غرضي زيارته والوقوف على قبره، فبقي بيني وبين موضعه بـ تاغية نصف يومٍ، فعدمت الرفيق؛ لخوف الطريق فرجعت.

واعلم أن الشيخ أبا يعزى رضي الله عنه ما من سنة إلا وتظهر له كرامةٌ أو كراماتٌ، وقدَّمنا كلام أبي العباس بن زروق رضي الله عنه أن كراماته في مماته كحياته.

وقال مرة: أكثر منها في حياته، وهذا بابٌ لا ينحصر, وإنما ذكرنا هذا النذر ليعرف به حقيقة بعض مقاماته والله ينفعنا به آمين.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية