آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التجريد في كلمة التوحيد - 27

التجريد في كلمة التوحيد - 27

فصل


بالله يا أخى هل لك فى هذه السماء نجم ؟ أو من هذه البحار قطرة ؟ كلا ولا ، بل نفس مستولية و بشرية غالبة ، وطبع ظاهرة (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا )فاخرج من عالم النفس إلى عالم القلب و من عالم البشرية إلى عالم الروح ،و من عالم الطبع إلى عالم السر، و من ظلمة وجودك إليه ، فتشاهد ما لا عين رأت و لا أذن سمعت (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).[السجدة:17]

فصل


عالم النفس و عالم البشرية و عالم الطبع مهاوٍ ودركاتٍ لعالم العدل ، و عالم القلب و عالم الروح و عالم السر معارجٌ و درجاتٌ لعالم الفضل ، فعالم النفس درك للعاصين و عالم البشرية درك للكافرين ، و عالم الطبيعة درك للمنافقين ( إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )[النساء:145] وأما عالم القلب فمعراج المريدين و عالم الروح معراج الصديقين و عالم السر معراج المرادين و إن شئت قل عالم القلب معراج أهل البداية و عالم الروح معراج أهل التوسط و الكفاية و عالم السر معراج أهل الوصول و النهاية .

( وجه آخر ) عالم القلب معراج التوابين و عالم الروح معراج المحبين و عالم السر معراج العارفين ، فمهما لم ترق من حضيض طبعك و بشريتك و نفسك لا تصل إلى عالم الهمّ فإذا ترقيت من درك طبعك و بشريتك و نفسك فحينئذٍ يستقبلك تصرف الحق فيك " قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء " فتارة يقلبه من قبض إلى بسط و من خوف إلى رجاء و من بقاء إلى فناء و من صحو إلى محو و من طرب إلى حزن، و تارة يعكس هذه الأحوال و يتغير عليه هذه الأوصاف و هو أبداً بين قبض و بسط و خوف و رجاء و فناء و بقاء وصحوٍ ومحوٍ و طرب و حزن، وتارة يجذبه عنه و يوصله إلى أعلى مراتب السائرين إليه، وتارة يرده عنه فيوقفه فى أدنى منازل المنقطعين عنه ."جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين" .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية