آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الكوكب الوقاد في ذكر فضل المشايخ وحقائق الأوراد -4

وقد اعترض بعض الملحدين ومن في قلبه مرض على هذا الحديث فقال : إنّ الأطباء مُجمعون على أنّ العسل مسهل فكيف يوصف لمن به الإسهال ؟ فنقول في الرد على هذا المعترض الملحد الجاهل بعلم الطب : أن الإسهال قد يتحصّل من أنواع كثيرة منها الحادِث من التخم والهيضات، وقد أجمع الأطباء في مثلِ هذا على أن علاجه بأن تتحرك الطبيعة، فإن احتاجت إلى معين على الإسهال أُعينَت ما دامَت القوّة باقية لأنّ حبسها مضر عندهم؛ لأنه يدعو إلى استجلاب مرض حادث؛ فيحتمل أن يكون هذا الإسهال المصيب لهذا الشخص المذكور قد حدثت به بسبب امتلاء أو هيضةٍ فدواؤه تحريك إسهاله أو تركه على ما هو عليه أو تقويته، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب العسل فزاده استطلاقا، ثم زاده عسلاً حتى فنيت المادة فوافقت الإسهال عند فناء المادّة، فكان الخلط الذي كان به يُوافقه شرب العسل. فثبت بما ذكرناه أنّ أمره صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل بشرب العسل جار على صناعة الطب وأنّ المعترض عليه جاهلٌ لها، ولسنا نقصد الاستظهار لتصديق الحديث بقول الأطباء، بل لو كذّبوه لكذبناهم وكفّرناهم بذلك، وإنما ذكرنا هذا الجواب الجاري على صناعة الطب، دفعاً لهذا المعترض وأنّه لا يحسن صناعة الطب التي اعترض بها.

وقوله عليه الصلاة والسلام : (صَدَقَ اللَّهُ، وكَذَبَ بَطْنُ أخِيكَ) يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم علم بنور الوحي الإلهي أنّ العسل الذي أمره بشربه سيظهر نفعه بعد ذلك، فلما لم يظهر نفعُهُ في الحال عندهم قال صدق الله فيما وَعَدَ به من أنّ فيه شفاءً وكذب بَطن أخيكَ بسبب استعجالكم الشفاء في أوّل أمره. والله أعلم بمُرادِه ومراد نبيِّه صلى الله عليه وسلم

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية