آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التصوف ومصطلح الصوفية- 5

التصوف ومصطلح الصوفية 5

الباب الأول في المناقب وفيه فصول عشرة


الفصل الأول : اعلم أن الطريق عندنا ما به ترتبط الشريعة بالحقيقة والباطن بالظاهر، والإيمان بالإسلام من مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، فإن الجمال محبوب بالطبع منه باطن وهو جمال التقوى، وظاهر وهو كمال الفطرة، ومحاسن الآداب، وصباحة الوجه، وفصاحة اللسان، وأهم ما بِهِ يتمُّ سلوك طريق الله تعالى التقرب إليه بأداء الفرائض، وترك المحرّمات الشرعيّة، وتسليم الحكم والتصرف إليه في نفس العبد وغيره ليتولّى قلب عبده بما يصلحه.


فأوّل الطريقة التوبة عن المخالفات، وفعل المأمورات بقدر الاستطاعة، فجهاد الموانع والقواطع عن ذلك، فيجاهد الشيطان بتلاوة القرآن وأنواع الذكر المأثور، والنفس بالحقّ والصبر، والدنيا بالزهد فيها، والهوى بالعلم والعقل، والأخد بعزائم الشرع وآدابه في سائر العبادات الظاهرة، وهي شرائع الإسلام الثلاثمائة وثلاثة عشر، وشُعب الإيمان مائتان وبضع وسبعون، أعلاها لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وعقائد الإيمان ليست الشُّعب بل ملازمته لها كالنتيجة للمقدمات؛ لأن عقائد الإيمان منها ما يتعلّق بالله تعالى وصفاته وأسمائه وأفعاله وأحكامه، وما يتعلّق بالملائكة والكتب المنزَّلة والرسل عليهم الصلاة والسلام، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرِّه.


ولا يمكن ربط الإيمان بالإسلام إلّا بمكارم الأخلاق وهي الإحسان في معاملة الخالق والخلق، وذلك بالتخلُّق بثلاثمائة وستين خلُقاً إلهيًّا فطر الله عليها صفيِّه آدم عليه السلام، مَن لقِيَ الله بواحدٍ منها دخل الجنّة، يجمعها السماحة والجود والرضى بالموجود، والصبر عن المفقود، ولزوم الحدود، والوفاء بالوعود، وبها قامت السموات والأرض، والجبال والبحار، والاشعار بحقائقها.


أول  السابق  التالي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية