آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الخطاب الرّوحي في الأدب الصوفي -36

يرى عبد المنعم خفاحي أن الأدب الصوفي أدب إسلامي رفيع، وكان للصوفيين على اختلاف طبقاتهم، وعلى مر العصور أدب إسلامي سامق، ومجال واسع في النثر والشعر، وطويل الباع في كل أغراض الأدب، ومرتبة عالية في التجديد في شتى معاني الأدب، وأساليبه وأخيلته، ويشتمل أدب الصوفيين على العاطفة الصادقة والتجربة العميقة،وحافظوا في شعرهم على الوحدة العضوية للقصيدة، وعلى الفكرة والمضمون، مع الاهتمام بالشكل والصورة.


وبمعنى آخر، هو ذلك الأدب الذي يدون فيه الصوفيون آثارهم شعراً ونثراً وحكمة ونصيحة وموعظة ومثلاً وعبرة، ويشتمل على عاطفة صادقة وتجربة عميقة، وقد درسوا في آدابهم الكثير من دقائق الحكمة والتجربة والفكر والمعاني، والأخيلة، ومشاعر الإنسان العميقة، وزخر أدبهم بتلك المناجاة الروحانية، وأسهبوا في وصف عشقهم الإلهي ،كما يحفل هذا الأدب بالكثير من القصص ،وبالأخص قصص الأولياء الصالحي وكراماتهم.

ويصل علي الخطيب في كتابه (اتجاهات الأدب الصوفي) إلى ميزة في تحديد ماهية الأدب الصوفي، مفادها أن أدب الصوفية شعراً ونثراً، عبارة عن شحنة من الرموز والتلميحات، ونمطاً عجيباً في لغته الرمزية الإشارية، ومعانيه الحسية؛ التي هي جسر للدلالة على المعاني الروحية والوجدانية، ولا يتأتى لأي دارس إذا لم يكن من أهل المعرفة والاختصاص، أن يقف على حدود تلك اللغة الأدبيهة التي يستعملها المتصوفة في نتاجهم الأدبي.

وللصوفية أدب غني، وهذا الأدب على ما فيه من ذاتية ظاهرة ونزعة وجدانية قوية، يحمل نفحات قرآنية ونظريات فلسفية، وخاصة فيما يتعلق بوحدة الوجود، واحتقار المادة وعالمها،والسمو إلى عالم الأرواح، حيث الفناء في المحبوب ،وإدراك مقامات التجليات والأنس والقرب من المحبوب، وهناك يجد الصوفي ضالته، ويغرق في بحار الأنوار ،فيغترف منها، ويعود بالمعارف السنية، ويعيش سعادته الأزلية ،ويحنُّ إلى تلك المرابع كلما ذكرها ،فيتواجد ويهيم بعشقه ومحبوبه.


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية