اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيْرِ مَنْ تَوَّجْتَهُ بِتَاجِ هَيْبَتِكَ وَجَلاَلَتِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ وَجَعَلْتَهُ مَحَلَّ نُبُوَّتِكَ وَرِسَالَتِكَ وَأَنْقَذْتَ بِهِ العِبَادَ مِنْ ظَلاَمِ الجَهْلِ وَالشِّرْكِ، وَأَرْسَلْتَهُمْ إِلَى طَرِيقِ هِدَايَتِكَ، الَّذِي مِنْ فَضَائِلِ الصَّلاَةِ عَلَيْهِ مَارُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ ثَمَّ دَخَلَ وَوَقَفَ بِإِزَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ فَلَمَّا قَضَى إِرْبَهُ وَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللهِ النَّاقَةُ الَّتِي جَاءَ بِهَا الأَعْرَابِيُّ مَسْرُوقَةٌ، فالْتَفَتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ وَقَالَ لَهُ : قُمْ يَا عَلِيُّ فَخُذْ مِنْهُ حَقَّ اللهِ تَعَالَى ثُمَّ قَالَ لِلْأَعْرَابِيُّ : قُمْ مَعَهُ وَإِلاَّ فَأَدْلِ بِحُجَّتِكَ، فَأَطْرَقَ الأَعْرَابِيُّ وَنَكَسَ رَأْسَهُ وَجَعَلَ يَضْرِبُ الأَرْضَ بِسَبَّابَتِهِ فَأَنْطَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ النَّاقَةَ مٍِنْ وَرَاءِ البَابِ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا سَرَقَنِي هَذَا الرَّجُلُ وَإِنَّهُ اشْتَرَانِي بِمَالِهِ إِنَّهُ بَرِيءٌ غَيْرُ آثِمٍ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِالَّذِي أَنْطَقَهَا بِبَرَائَتِكَ مَاذَا قُلْتَ حِينَ أَطْرَقْتَ وَنَكَّسْتَ رَأْسَكَ وَضَرَبْتَ الأَرْضَ بِسَبَّابَتِكَ، قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْنَاكَ وَلاَ مَعَكَ شَرِيكٌ فِي مُلْكِكَ أَعَانَكَ عَلَى خَلْقِنَا أَنْتَ كَمَا تَقُولُ وَفَوْقَ مَا يَقُولُ القَائِلُونَ أَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تُصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُبَرِّئَنِي بِبَرَاءَةِ مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ المَلاَئِكَةَ تَزْدَحِمُ عَلَى أَبْوَابِ السِّكَكِ يَكْتُبُونَ مَقَالَتَكَ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِثْلُ مَا أَصَابَكَ فَلْيَقُلْ مِثْلَ مَقَالَتِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الجَنَابِ العَظِيمِ، وَالعِزِّ الدَّائِمِ الفَخيمِ، الَّذِي مِنْ فَضَائِلِ إِغَاثَتِهِ وَحِمَايَتِهِ، لِمُحِبِّهِ وَنُصْرَتِهِ، كَمَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الأَكَابِرِ أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا حَجَجْتُ وَزُرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَضَيْتُ الزِّيَارَةَ وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ الوَدَاعُ اسْتَقْبَلْتُ وَجْهَهُ الكَرِيمَ وَقُلْتُ : يَا حَبِيبِي يَا مُحَمَّدُ إِنّي أُرِيدُ الصَّحْرَاءَ وَإِذَا رَأَيْتُ فِيهَا شِدَّةً اسْتَغَثْتُ بِكَ وَأَدْعُو اللهَ وَأَتَوَسَّلُ بِكَ فَلَا تُسْلِمْنِي، وَجِئْتُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَقُلْتُ لَهُمَا كَذَلِكَ، وَإِذَا بِهَاتِفٍ يَقُولُ لِي : يَا هَذَا وَأَيُّ وَسِيلَةٍ مِثْلُ وَسِيلَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ : نَعَمْ نَعَمْ، ثُمَّ سَافَرْتُ فَبَقِيتُ فِي البَرِيَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ يَوْمًا وَقَعْتُ فِي بِئْرٍ وَبَقِيتُ فِيهِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا المَوْتُ وَتَفَكَّرْتُ العَهْدَ الَّذِي قُلْتُهُ عِنْدَ قَبْرْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا سَمِعْتُهُ مِنْ قَوْلِ الهَاتِفِ فَقُلتُ : يَا حَبِيبِي يَا مُحَمَّدُ أَنَا مُسْتَغيثٌ بِكَ مِمَّ أَنَا فِيهِ، فَجَعَلْتُ أَسْتَغِيثُ وَأَتَضَرَّعُ إلَى اللهِ تَعَالَى بِهِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُ خَشْخَشَةً فِي فَمِ البِئْرِ وَإِذَا يَدٌ مَمْدُودَةٌ فَتَعَلَّقْتُ بِهَا حَتَّى خَرَجْتُ مِنَ البِئْرِ وَإِذَا أَسَدٌ عَظِيمٌ هُوَ الَّذِي مَدَّ يَدَهُ إِلَيَّ فَانْصَرَفَ عَنِّي وَتَرَكَنِي فَتَعَجَّبْتُ كَيْفَ أَنْقَذَنِي اللهُ مِنَ التَّلَفِ بِالتَّلَفِ بِحُرْمَةِ هَذَا النَّبِيِّ الكَرِيمِ.