السؤال الرابع
وسألوني : إذا جهل العبد حقيقة نفسه وحار، فلم يقطع بكون حقيقته هو الحق، أو حقيقته غيره، هل له أن يقول أنا الحق في وجودي ؟.
فأجبتهم : لا يَجوز ذلك لأَحدٍ ولَو ارتفعتْ رتبتُه في التقريب، وللحق تعالى أن يقول : ما ثَمَّ غيري وأنتُم عدم في حال كونكم وجوداً لأني على كلِّ شيء قدير، أُخاطبُ المَعدوم كالموجود، وأُنعمه وأعذبه في حال عدمه، وقد أنشدوا في نحو ذلك على لسان الحق تعالى :
لو ظهرنا للشيء كان سوانا* وسوانا ما ثمّ أيمن الظهور
أنا عين الوجود ما ثمَّ غيري*ولهذا أنا الإله الغيور
لا تقل يا عبيد أنك أنّى*أنا باق وأنت فان ثبور
كل وقت فأنت خلق جديد*ولهذا لك الفنا والنشور
وأنشدوا أيضاً :
نكون على النقيض إذا اجتمعنا * وإن بنا تكون على السواء
وفي التحقيق ما الكون عين * بلا شك سواه ولا سواء
فقل للمنكرين صحيح قولي * عميتم عن مطالعة العماء
وعن نفس تكون فيه خلق * كثير شكله شكل المرائي
فتقلب صورة الرائي إليه * بحكم ثابت في كل رائي