آخر الأخبار

جاري التحميل ...

رسائل مولاي العربي الدرقاوي



من نُورِه صلّى اللهُ عليه وسلّم تَكَوَّنَ كلُّ شيء


ومنها : فالروح نورانية من عين النور إذ لا شكّ أنَّ الله تعالى قد قبض قبضة من نوره فقال لها : كوني محمَّدًا، فكانت، ومن نوره صلى الله عليه وسلم تَكوَّنَ كلُّ شيء فافهم.

فالروح هي النفس وما تكدَّرت إلّا بركونها إلى عالم الكدر، ولو ارتحلت منه واستوحشت منه لرجعت لوطنها الذي جاءت منه، وهو الحضرة الربانية.

قال الشيخ الجليل ولي الله تعالى أبو زيد سيدي عبد الرحمن المجذوب رضي الله عنه :

منَايْن جِيتِي يَا هَادْ الرُّوح * الهَايْمَه الرُّوحانيَّه
السَّاكنَة في بساط العز * احْوَالْهَا ربَّانيَّه

إلى غير هذا، والسلام.

الراحة تكمن في تفويض الأمور لله والتسليم له


ومنها : فاسمع أيها الفقير : إني تحيّرتُ في أمر من أموري أيامًا كثيرة حتى صرت من أجله في غاية التعب، فتولّد لي من تلك الحالة أن اضطررت إلى ربي اضطرارًا كبيرًا، إذ وجدتُ في كتابه : {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}[الروم:4]، {لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا}[الرعد:31]، {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}[هود:123]فسلّمتُ له أمره، وطرحتُ نفسي بين يديه، ولم أحملها إذ هي محمولة، كما قال شيخ شيوخنا ولي الله تعالى سيدي محمد بن سعيد الفهري الطرابلسي رضي الله عنه : دع الدار لبانيها، إن شاء أقامها وإن شاء هدّمها. وكما قال ولي الله تعالى سيدي محمد الحضرمي رضي الله عنه :

سلِّم لسَلمَى وسِرْ حيثُ سارَتْ * واتَّبِع ريَاح القضا ودُرْ حيثُ دارَت

فاسترحتُ من نفسي وتهنيت، وطاب وقتي والحمد لله. والسر كله في ترك النفس، وأما من قتلها فالجنة...، ولعن الله من كذب، والسلام.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية