آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التربية النبويّة -15

العلم بأنواع العلل النفسية والقلبية


وهذا بيِّن جليّ في أحاديثه صلى الله عليه وسلم المعتبرة في هذا الشأن، وهي لا تعدُّ ولا تُحصى، إذ تُبيّن لنا علمه الواسع وقدمه الراسخة صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقد حذّر صحابته وأمّته من ذلك، فقالَ صلى الله عليه وسلم : «لَا يَزَالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ، فِي حُبِّ الدُّنْيَا وَطُولَ الأَمَلِ»1، وخرج صلى الله عليه وسلّم يومًا فَصَلَّى علَى أهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ علَى المَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى المِنْبَرِ، فَقَالَ : «إنِّي فَرَطُكُمْ، وأَنَا شَهِيدٌ علَيْكُم، وإنِّي واللَّهِ لَأَنْظُرُ إلى حَوْضِي الآنَ، وإنِّي قدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأرْضِ - أوْ مَفَاتِيحَ الأرْضِ - وإنِّي واللَّهِ ما أخَافُ علَيْكُم أنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، ولَكِنِّي أخَافُ علَيْكُم أنْ تَنَافَسُوا فِيهَا».2وقال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّنِي مِمَّا أخافُ عليْكم من بعدي ما يُفتَحُ لَكم من زَهرةٍ وذَكرَ الدُّنيا وزينتَها».3

وقال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا وَثَنًا ، وَلَكِنْ أَعْمَالًا لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً».4

وقال صلى الله عليه وسلم : «لَوْ كانَ لاِبْنِ آدَمَ وادِيانِ مِن مالٍ لابْتَغَى ثالِثًا، ولا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرابُ، ويَتُوبُ اللَّهُ علَى مَن تابَ».5

وقال صلى الله عليه وسلم : «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَنَافَسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا».6

ولا تكاد تحصر ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم من التعلقات الذميمة للنفس، وما يعلق بالقلب من علل تحجبه عن التطهر والصفاء، وكل ذلك من علمه صلى الله عليه وسلم بخطورتها على صحابته وأمته، فحذر منها، وبيّن عواقب من لم يجاهدها، كقوله صلى الله عليه وسلم : «إنكم سَتَحْرِصُونَ على الإِمَارَة، وستكون نَدَامَةً يوم القيامة، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ».7

** ** **

1 - صحيح البخاري عن أبي هريرة، كتاب الرقاق
2 - المرجع نفسه عن عقبة بن عامر، كتاب :الرقاق.
3 - المرجع نفسه عن أبي سعيد الخدري، باب : الزكاة.
4 - سنن بن ماجة عن شداد بن أوس، كتاب : الزهد.
5 -صحيح البخاري عن ابن عباس، كتاب : الرقاق.
6 - المرجع نفسه عن أبي هريرة، كتاب : الأدب.
7 - صحيح البخاري عن أبي هريرة، كتاب الأحكام.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية