آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح حزب البحر للشيخ أبي الحسن الشاذلي/أحمد زروق-12

ثم ذكر الشيخ الحواميم السبعة وعددها على أن وجوب الحمايات سبعة، يختلف أصلها، وفرعها، وبساطها، وانبساطها باختلاف في ظهورها ومظاهرها .


كل واحد بسط على ما وقعت عليه بما فيها من القصص وغيرها، وتنبيه على ما دلت عليه، وفي كل سورة نكتة جامعة، وآية واضحة، وشأنها كظهور عزه وعلمه في السورة الأولى التي نكتتها : ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا)[غافر:51]، وخاتمتها قوله تعالى : (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ).[غافر:85]

وظهور غفرانه وعطفه في السورة الثانية التي طالعتها ذكر الرحمة ونكتتها قوله تعالى : (مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ)[فصلت:43]، وخاتمتها قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[فصلت:53] إلى قوله تعالى : ( مُحِيط ) .

وظهور توبته وعفوه في السورة الثالثة التي طالعتها ذكره تعالى إنه علي، عظيم، ونكتتها قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)[الشورى:25] وخاتمتها قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الشورى:52] .

وظهور عقابه للكافرين وزجرهم في سورة الزخرف، وهي الرابعة، واعتبر ذلك بما في طالعتها من قوله تعالى : (وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ)[الزخرف:6] ونكتتها في ذكر تفاصيل عذاب أهل النار، وندائهم بقوله تعالى : (لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)[الزخرف:77] الى غير ذلك، وخاتمتها قوله تعالى : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)[الزخرف:89]، وظهور طوله أي غناه .

ووجود الخير في بداية السورة الخامسة، التي هي سورة الدخان التي طالعتها قوله تعالى : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)[الدخان:4] ونكتتها قوله تعالى : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ)[الدخان:40] إلى قوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)[الدخان:49]، ثم إلى آخر السورة ظاهر في تعريف الغنى والعز، وظهور الألوهية وبرهانها في سورة الجاثية، إذ بذؤتا وجه الاعتبار، وأوسطها قوله تعالى : (ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا) وخاتمتها قوله تعالى : (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

ثم ذكر ان الأمور تصير إليه سبحانه وتعالى في سورة الأحقاف , اذ جعل طالعتها مبدا الخلق واليه المنتهى أولا، وجملتها بسط وجودهم وموجودهم ، وخاتمتها قوله تعالى : ( فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ).

فتأمل ذلك، وانظر ببصر بصيرتك، تجده تام الاعتبار ، على وجه لا أقدر على استيفائه، ولا يستوفيه إلا ذو القلوب والأبصار، وأهل النظر والاعتبار، وربك الفتاح العليم .
وقوله : ( حُم الآمر ) معناه اشتد، واستوى، وتتابع بالحماية .
وقوله : ( وجاء النصر ) : أي الإعانة بيد القدرة .
وقوله : ( فعلينا لا ينصرون ) يعني الأعداء، ومن في معناهم، وقد جاء في الحديث الشريف : ( من قرأ آية الكرسي ، مع أول حم المؤمنين، في صبيحة يوم، حفظ حتى يمسي، ومن قرأها مساء حفظ حتى يصبح ) وروي مع ذلك سورة الدخان .
وقد تقدم الكلام عليها، فتأمله راشدا، وبالله التوفيق .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية