آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح حزب البحر للشيخ أبي الحسن الشاذلي/أحمد زروق-13

ثم قال الشيخ رضي الله عنه : (بِسْمِ اللَّهِ بَابُنَا تَبَارَكَ حِيطَانُنَا . يس سَقْفُنَا . كهيعص كِفَايَتُنَا . حم عسق حِمَايَتُنا . فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

قلت :

يقول الشيخ : بسم الله ندخل الأمور، ونخرج منها، وبه نتحصن من كل آفة وفتنة، لأن الباب هو المدخل، والحصن من كل آفة وفتنة، فهي باب الأمور ومفاتيحها .
وقد جاء في الحديث : "من أراد أن يحيا سعيدا، ويموت شهيدا فليقل عند ابتداء كل أمر بسم الله، وعند الفراغ منه الحمد لله" الحديث .

وقد أمر سبحانه وتعالى بذكر اسمه الكريم في البدايات، تارة مع تكميل البسملة، وتارة دون تكميلها . فالبسملة باب، وتبارك حيطان - يعني سورة تبارك - لأنها حصن من الأعداء، وجامعة للمنافع، كما جاء في فضلها - أعني سورة تبارك - الملك، ولأنها موقف التوكل والمجادلة والحراسة لمن تبرك بقرائتها، قالوا : وعليها كان سلوك الشيخ سيدي أبي مدين رضي الله عنه، ويناسبها من الأذكار : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) فلذلك كانت خلوته بها .

وسورة : (قل أعوذ برب الناس) من معنى ذلك . والله أعلم.

و(يس) هي السقف الذي به الستر، ودفع الأمور النازلة، فسورة (يس) لمن تلاها ستر وحماية .
وقد تقدم ما في ( كهيعص ) من المعنى والمبنى، وأن خاصية كل اسم من معناه، وتصريفه في مقتضاه وسره في عدده .
وقد تقدم أيضا ما في قوله : ( حم عسق ) وأنها حماية، وعناية، وسلامة، وقيام .

وقد قيل : إن من عقد أصابعه بقوله : ( كهيعص، حمعسق ) يجعل كل حرف في مقابلة إصبع، ثم دخل على من يخاف منه، وفتح أصابعه في مجلسه، وحيث يقابله، سواء رآه أو لم يره كانت له حصنا وقبولا عظيما، وإن أضاف اليها قوله تعالى : (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) كان سرا عجيبا، فلذلك ذكرها الشيخ هنا، وفيها سر التوكل والكفاية، وإنما ذكرها ثلاثا، لأن سنة الذكر ثلاثا، والله أعلم.


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية