اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نُورِ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدَاهُ، وَأَكْرَمِ مَنْ تَلُوذُ الخَلَائِقُ بِجَاهِهِ وَعُلَاهُ الَّذِي قَالَ :
«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً مُتَقَبَّلَةً مُحِيَتْ عَنْهُ ذُنُوبُ ثَمَانِينَ سَنَةً»
وَقَالَ :
«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَحَبَّهُ اللهُ»
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الأَبْرَارِ وَزَيْنِ المُرْسَلِينَ الأَخْيَارِ، وَأَكْرَمِ مَنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَأَشْرَقَ عَلَيْهِ النَّهَارُ الَّذِي قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ الأَخْيَارِ، الأَجِلَّةِ الأَطْهَارِ، فِي فَضَائِلِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ كَيْفَ لَا تُحْمِدُهُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَلْبِ المُؤْمِنِ نُورًا وَقَدْ سَمَّاهُ اللهُ نُورًا مُبِينًا، وَسِرَاجًا مُنِيرًا، وَوَصَفَ أَصْحَابَهُ وَأَتْبَاعَهُ بِنُورِ القَلْبِ، حَيْثُ قَالَ :
{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ}
لِمَا فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سِرِّ الاعْتِدَالِ الجَامِعِ لِكَمَالِ العَبْدِ وَتَكْمِيلِهِ وَكَأَنَّهَا تُذْهِبُ وَهَجَ حَرِّ الطِّبَاعِ وَتُقَوِّي النُّفُوسَ، فَلِذَلِكَ كَانَتْ تَقُومُ مَقَامَ شَيْخِ التَّرْبِيَّةِ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، بِخِلَافِ غَيْرِهَا مِنَ الأَذْكَارِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيْرِ مَنْ تَشَرَّفَ المَرْءُ بِخِدْمَتِهِ وَحُبِّهِ، وَأَكْرَمِ مَنِ افْتَخَرَ المُحِبُّ بِوِلَايَتِهِ وَقُرْبِهِ، الَّذِي قَالَ بَعْضُ العَارِفِينَ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ بِطِيبِ نَفْسٍ وَانْشِرَاحِ صَدْرٍ طَابَتْ بِذَلِكَ نَفْسُهُ وَحَسُنَتْ سِيرَتُهُ، وَصَفَتْ سَرِيرَتُهُ، وَاسْتَنَارَ قَلْبُهُ، وَذَهَبَ عَنْهُ قَرِينُهُ وَوَسْوَسَتُهُ، فَصَارَ القَلْبُ مِرْءَاةً لِلْمُغَيَّبَاتِ يُشَاهِدُ بِهِ مَا غَابَ عَنْهُ، وَيَسْتَحْضِرُ بِهِ مَا يَنْسَاهُ لِتَنْوِيرِ قَلْبِهِ وَتَصْفِيَةِ لُبِّهِ.
فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَعَلَى ءَالِهِ الكِرَامِ وَصَحْبِهِ صَلَاةً تَجْعَلُنَا بِهَا مِنْ أَهْلِ وِلَايَتِهِ وَحِزْبِهِ، وَتَسْقِينَا بِهَا مِنْ رَحِيقِ مَوَدَّتِهِ وَمُدَامِ شُرْبِهِ، وَنَكُونُ بِهَا مِمَّنْ نَهَى نَفْسَهُ عَنِ الهَوَى فَتَابَ إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفَرَ مِنْ ذَنْبِهِ، بِفَضْلِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
ذَخِيرَتِي حُبُّكَ يَا مُصْطَفَى * فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مَا يُدَّخَرُ
يَا مَنْ لَهُ جَاهٌ عَظِيمٌ وَمَنْ * لَهُ لِوَاءُ الحَمْدِ وَالكَوْثَرُ
يَا أَرْفَعَ الخَلْقِ مَقَامًا وَيَا * أَجَلَّ مَنْ يَنْهَى وَمَنْ يَأْمُرُ
يَا رَحْمَةَ اللهِ وَيَا شَافِعًا * وَالنَّاسُ فِي حَشْرِهِمْ حُيِّرُ
بِاسْمِكَ يَا رَبِّ قَرَنْتَ اسْمُهُ * فَإِنَّهُ يُذْكَرُ إِذْ تُذْكَرُ
صِفَاتُهُ العَلْيَاءُ كُلَّ الوَرَا * عَنْ حَصْرِهَا وَالقَطْرُ لَا يُحْصَرُ
مَنْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالَى اسمَهُ * بِقَوْلِهِ فَاصْدَعْ بِمَا تُمَرُ
وَصَلِّ يَا رَبِّ عَلَى المُصْطَفَى * وَءَلِهِ مَاجَادَتِ الأَبْحُرُ
وَءَالِهِ وَالتَّابِعِينَ الأُولَى * لَهُمْ بِإِحْسَانٍ مَتَى يُذْكَرُ
مَا هَامَ صَبٌّ أَوْ هَامَ عَارِضٌ * وَسَارَ رَكْبٌ أَوْ سَرَى عَسْكَرُ
فَوَاتِحُ يُمْنٍ وَبَرَكَاتٍ، وَبَشَائِرُ خَيْرٍ وَنَفَحَاتٍ، وَمَنَازِلُ طَاعَاتٍ وَقُرُبَاتٍ وَمَقَاصِدُ أُنْسٍ وَخَلَوَاتٍ، وَمَوَاطِنُ أَذْكَارٍ وَمُنَاجَاتٍ، وَمَزَاهِرُ تَجَلٍّ وَرَحَمَاتٍ، وَمَحَلُّ أَسْرَارٍ وَكَرَامَاتٍ، وَشَوَارِقُ أَنْوَارٍ وَمَقَامَاتٍ، وَأَسْبَابٌ مُوصِلَةٌ إِلَى شَرَفِ الرُّتَبِ وَحْسَنِ المُعَامَلاَتِ.