اعلم أنه لما وقع من بعض الناس إنكار الرقص، زعما منهم أنه: لم يرد فيه عن الشارع بالإباحة نص، وجب علينا فيه الرجوع إلى استخراج أصله من كتاب الله وسنة نبينا ومولانا رسول الله، وإجماع أهل الحل والعقد من العارفين بالله، ومن عليهم المدار في الشرع والسنة، وفحول أكابر الأمة، والقياس المستجمع للشرائط، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}. [النساء/ 59].
مستند الرقص من القرآن الكريم :
ففي "جامع المعيار" في السفر الحادي عشر، من جواب لشيخ الشيوخ أبي سعيد ابن لب رحمه الله تعالى ورضي عنه ما نصه: "وأما التواجد في السماع؛ فهو في الأصل آثارٌ ورِقةٌ في النفس واضطراب، فيتأثر الظاهر بتأثر الباطن. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}. [الأنفال/ 2]، أي: اضطربت رغَبا ورهَبا، وعن اضطراب القلب يحصل اضطراب الجسم، قال الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}. [الكهف/ 18]، وقال تعالى: {ففروا إلى الله}. [الذاريات/ 50]".
"فإن التواجد رقة نفسية، أي: روحانية، وحالة قلبية، ونهضة روحانية. وهذا هو التواجد عن وجد، ولا يسمع فيه نكير من الشرع".
"ذكر السُلمي في "رقائقه" عن بعض المشايخ أنه: كان يستدل بهذه الآية في حركة الواجد في وقت السماع والوجد: {وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}. [الكهف/ 14]. وكان يقول: إن القلوب مربوطة بالملكوت، تحركها أنوار الأذكار وما يَرِدُ عليها من فنون السماع. ووراء هذا: تواجد لا عن وُجد، فهو مناط الذم؛ لمخالفة ما ظهر لما بطن، وقد يقرب فيه الأمر إلى القصد لاستنهاض العزائم وإعمالِ الحركة في يقظة القلب النائم: يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا. لكن شتان ما بينهما!".اهـ منه بلفظه.
وفي"الإحياء" في كتاب التواجد ما نصه: "إن من رقص وتباكى – أي: تكلف البكاء- فهو مباح إذا لم يقصد به الرياء، لأن التباكي استجلاب الحزن، والرقص سبب في تحريك السرور والنشاط، وكل سرور مباح يجوز تحريكه".اهـ.
وقال الإمام الصوفي أبو سعيد الحسن بن علي الواعظ النيسابوري في كتابه "الحدائق لأهل الحقائق" ما نصه: "الأصل في الرقص من كتاب الله عز وجل قوله تعالى لأيوب عليه السلام: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ}. [ص/ 42]، فأقل ما في هذه الآية: الدلالة على الإباحة".اهـ منه بلفظه.
ونقل العارف أبو زيد الفاسي في "حواشيه" على "الجلالين" ما نصه: "وقال ابن لب: وقد اشتهر خلاف بين العلماء في القيام لذكر الله تعالى، وقد أباحه الصوفية، وعملتْ به وصاحت عليه، واستفادوه من كتاب الله تعالى من قوله في أصحاب الكهف: {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. [الكهف/ 14]، وإن كانت الآية لها محامل أخر)".اهـ منه بلفظه.
وسئل العالم الأفضل أبو القاسم ابن خجّو رضي الله عنه عن الرقص، فأجاب بأنه: "ورد ما يوجب التسليم لمن اهتز ورقص. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}. [الأنفال/ 2]، والوجل : هو الاضطراب والاهتزاز، والرقص منه. ولا حرج على المغلوب ولا على المساعد له".
وفي كتاب السماع والوجد من "الإحياء"، وهو الكتاب الثامن من الجزء الرابع، ما نصه: "وما أنزلت الكتب الإلهية إلا ليطربوا بذكر الله تعالى، ويهيَّج به...رأيت مكتوبا في الإنجيل، وهي النسخة المشهورة بين أيدي الرهبان، ما نصه: غنَّيْنا لكم فلم تطرَبوا، وزمَّرنا لكم فلم ترقصوا". قال شارحه الشيخ مرتضى ما نصه : "كذا في "القوت". وقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" مسندا إلى مالك بن دينار قال: زمّرنا لكم فلم ترقصوا.اهـ منه بلفظه.
وحيث كان أصله من كتاب رب البريات؛ ففِعله من أعظم أنواع الطاعات، واستعمالُه من أكبر أجناس القرُبات، والإتيان به من أجل الحسنات، ضرورةَ أن الطاعة هي: ما أمرنا به مولانا، ودلنا عليه كتاب ربنا، ومُميتنا ومُحيينا، فلا جرَم أنها من أعلى المثوبات، وتُرقي لأعلى الدرجات، فمن أتى بها؛ فلا إنكار عليه من الشرع، ولا زجر عليه ولا قمع. فلذا قال شيخ الشيوخ ابن لب: "ولا يُسمع فيه نكير من الشرع"، خصوصا إن هجم عليه الحال ولم يكن فيه اكتساب ولا استعمال.
فلا تلم السكران في حال سكره فقد رُفع التكليف في سُكرنا عنا
مستند الرقص من السنة الشريفة :
وأما مستند الرقص من السنة؛ فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم، والنسائي واللفظ للإمام البخاري، عن عائشة قالت: "لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على حُجرتي والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله يسترني بردائه، أنظرُ إلى لعبهم بحِرابهم".
ولفظ مسلم عن عائشة قالت: "جاء حبشٌ يَزْفِنُونَ يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم".
وأخرج أيضا عنها قالت: "فأقامني وراءه خدي على خده، وهو يقول: دونكم بني أَرْفِدَة".
وأخرج أيضا عن أبي هريرة قال: "بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم، إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء يحصُبهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دعهم يا عُمر!".
وأخرج الترمذي في "جامعه" في آخر الربع الرابع في مناقب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، فسمعنا لغَظًا وصوتَ صبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا حبشية تزفِنُ والصبيان حولها. فقال: يا عائشة؛ تعالي فانظري. فجئت فوضعت لحيي على منكب مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شبعت؟، أما شبعت؟. قالت: فجعلت أقول: لا، لأنظر منزلتي عنده". قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".اهـ.
قوله "يزفِنُون"، قال في "الصحاح" ما نصه: "الزفن الرقص".اهـ منه بلفظه. وفي "أساس البلاغة" للزمخشري ما نصه: "يزفنون: يرقصون".اهـ منه بلفظه.
ومن استدراكات شارح "القاموس" ما نصه: "قال أبو بكر: الرقص في اللغة: الارتفاع والانخفاض. وقد أرقص القوم في سيْرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون".اهـ منه بلفظه.
قال الإمام المواق في "سنن المهتدين" في الورقة الرابعة ما نصه: "وانظر - أيضا - ما هو أخص من الاستلقاء، ونص العلماء على جوازه، وذلك: كالزفن. قال عياض: الزفَن: الرقص، خاف عمر أن يكون مما لا ينبغي، فحصب الحبشة من أجله، فزجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم: دونكم بني أرفدة. قال عياض: ففيه أقوى دليل على إباحته، إذ زاد النبي صلى الله عليه وسلم على إقرارهم أن أغراهم.اهـ نص "الإكمال".اهـ نص المواق بلفظه.
ونقل ذلك عن القاضي عياض - أيضا - في "المعيار" في السفر الحادي عشر في الجامع، وسلمه كما سلمه المواق.
أقول: على أنه وقع تفسير الزفن بالرقص من الصحابة رضي الله عنهم، فقد قال الإمام أحمد في ترجمة سيدنا أنس رضي الله عنه من "مسنده" : حدثنا عبد الصمد، قال حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: "كانت الحبشة يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرقصون، ويقولون: محمد عبد صالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يقولون؟. قالوا: يقولون: محمد عبد صالح".اهـ.
هكذا هذا الحديث بنصه، فصرح فيه بلفظ: "يرقصون" في نسخة "المسند" طبع مصر في صحيفة 152 من الجزء الثالث.
وقد قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" في باب عمرة القضاء ما نصه: "وفي حديث علي عند أحمد: فقام جعفر فحجَل حول النبي صلى الله عليه وسلم - أي: وقف على رجل واحدة، وهو الرقص بهيئة مخصوصة - وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا ؟ قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم".
"وفي حديث ابن عباس أن النجاشي: كان إذا أرضى رجلا من قومه؛ قام فحجل حوله. وفي حديث علي المذكور أن الثلاثة فعلوا ذلك". اهـ منه بلفظه.
ويعني بالثلاثة: سيدَنا جعفرَ، وسيدَنا عليًا وسيدَنا زيدََا، كما يأتي التصريح به قريبا.
وفي "الحاوي في الفتاوي" لإمام الأئمة الحافظ جلال الدين الأسيوطي، لما سُئل عن مسألة الرقص هذه ما نصه: "وقد ورد في الحديث الذي أخرجه أحمد بن حنبل – يعني: في "مسنده" : رقص جعفر بن أبي طالب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: أشبهت خَلقي وخُلقي. فذلك من لذة هذا الخطاب، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم. فكان هذا أصلا في رقص الصوفية لما يدركونه من لذة المواجيد".
"وصح القيام والرقص في مجالس الذكر والسماع عن جماعة من أكابر الأئمة؛ منهم: شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام".اهـ.
وفي "التوشيح على الصحيح" له - أيضا - رضي الله تعالى عنه في المغازي في باب عمرة القضاء ما نصه: "أخرج ابن سعد من مُرسل الباقر: فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا ؟. قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم. وفي حديث: إن الثلاثة – أعني: جعفرا وعليا وزيدا - فعلوا ذلك. والحَجَلُ بحاء فجيم فلام، كسَبَب: رقص بهيئة مخصوصة".اهـ منه بلفظه.
وفي "الفتاوي الحديثية" للحافظ الثاني، والعلامة شهاب الدين ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى ورضي عنه، ما نصه: "وسُئل رضي الله عنه عن رقص الصوفية عند تواجدهم، هل له أصل؟. فأجاب بقوله: نعم؛ له أصل. وقد رُوي في الحديث أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه رقص بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له: أشبهت خَلقي وخُلقي، وذلك من لذة هذا الخطاب، ولم يُنكر عليه صلى الله عليه وسلم".
"وقد صح القيام والرقص في مجالس الذكر والسماع عن جماعة من أكابر الأئمة؛ منهم: شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام".اهـ منه بلفظه.وقال العلامة الزرقاني على "المواهب" في السِّفر الثاني في باب عمرة القضاء ما نصه: "وفي حديث علي عند الإمام أحمد، وكذا في مرسل الباقر: فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم – أي: دار عليه - فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟. قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم".
مستند جواز الرقص من القياس :
وأما القياس: فقال الشيخ أبو المواهب الشاذلي في كتابه "فرح الأسماع برُخص السماع" في الفصل الذي عقده للرقص: "احتج من ذهب لإباحة الرقص بالسنة والقياس".
وبعد ذكر حديث الحبشة قال ما نصه: "وأما القياس؛ فهو: مساواة فرعٍ الأصلَ في علة حكمه، فيقاس على أصل فعل الحبشة وفعل علي حين حجل هو ومن شاركه في فعله من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فافهم!".اهـ سياقه.
نصوص الأئمة على جواز الذكر جماعة مع الاهتزاز والرقص :
وأما نصوص أئمة الإسلام وعلماء الدين الأعلام على جواز الذكر جماعة من قيام مع الاهتزاز والرقص، فلا يخفى أنه يوجد من أنكر على القوم هذه المواجيد والاجتماعات؛ كأبي الحسن الصُغَيَّر وغيره من الفقهاء. ولكن لم يرتض الناس ما زعموه في ذلك.
قال الإمام الحافظ الحجة المتقن؛ أبو العباس سيدي أحمد ابن القطب الواضح سيدي يوسف الفاسي رضي الله تعالى عنهما في نصرته للطريقة الصوفية المشتملة على استحباب الجهر بالذكر والمناوبة به، والجمع له والرقص...وغير ذلك، التي ألفها بإذن والده، وجعلها في ثمان ورقات، وهي من أنفس التآليف، وساق فيها جواب الشيخ السنوسي رضي الله عنه صاحب العقيدة.
قال ما نصه : "فإذا ثبت هذا لديكم؛ فلا تجعلوا ما أودع الشيخ أبو الحسن الصغير - رحمه الله - في تلك الكُراسة التي ألفها في الرد على الفقراء، من فرائض معارفكم، ولا من وظائف عقائدكم، فإنه - على جلالته - بنى كلامه فيها على أصل مرجوح. وجمهور الأئمة وفحول الأئمة من عمر بن الخطاب إلى اليوم على خلافه، وهو أنه: سلك طريقة بعض من تقدمه، وهو قصر النظر في النوازل على الرجوع لجزئيات الشريعة، فإن وجد جزئية توافق نازلته فبها ونعمت، وإلا حكم بردها من غير تعريج على ما تقتضيه أصول الشريعة وقواعدها".
"والحق الذي عليه الجم الغفير؛ هو: النظر لقواعد الشريعة ومقاصدها مع ملاحظة الجزئيات، ولكن هذا لا يحسنه إلا من كان له فقه قلبي قد امتزجت الشريعة بلحمه ودمه، وصارت له طبيعة. على أنا إن جاريناه وأخذنا معه على أصله؛ وجدناه نزَّل أحاديث مجملة كثيرة، منها غير صحيح، في غير محلها، وسردها في غير مستحقها، ونقم عليهم أشياء السنةُ معهم فيها؛ كالرقص الذي أشرتم إليه في سؤالكم".
"فقد قال شيخ الإسلام الجلال السيوطي -يعني في "الحاوي": مسألة في جماعة صوفية اجتمعوا في مجلس ذكر، ثم إن شخصا من الجماعة قام من المجلس ذاكرا، واستمر على ذلك لوارد حصل له، فهل له فعل ذلك، سواء كان باختياره أم لا؟. وهل لأحد منعه وزجره؟".
"الجواب: لا إنكار عليه في ذلك، وقد سُئل عن هذا السؤال بعينه شيخُ الإسلام سراج الدين البَلقيني، فأجاب [بأنه: لا إنكار عليه في ذلك، وليس لمانعٍِِ التعدي بمنعه، ويلزم المتعدي بذلك التعزير. وسئل عنه العلامة برهان الدين الأنباسي فأجاب] بمثل ذلك، وزاد أن صاحب الحال مغلوب، والمنكِرُ محروم، ما ذاق لذة التواجد ولا صفا له المشروب...إلى أن قال في آخر جوابه: وبالجملة؛ فالسلامة في تسليم حال القوم. وأجاب بمثل ذلك بعض أئمة الحنفية والمالكية، كلهم كتبوا على هذا السؤال بالموافقة من غير مخالفة".
"أقول : وكيف يُنكَر الذكر من قيام، والقائمُ ذاكر، وقد قال تعالى: {الذين يذكرون الله قياما}. [آل عمران/ 191] الآية. وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله e يذكر الله على كل أحيانه. وإن انضم إلى هذا القيام رقصٌ ونحوُه؛ فلا إنكار عليهم، فذلك من لذة الشهود و المواجيد".
"وقد ورد في الحديث الذي أخرجه أحمد بن حنبل : رقص جعفر بن أبي طالب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له: أشبهت خَلقي وخُلقي. فذلك من لذة هذا الخطاب، ولم ينكر ذلك عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فكان هذا أصلا في رقص الصوفية لما يدركونه من لذة المواجيد. وقد صح القيام والرقص في مجالس الذكر والسماع عن جماعة من أكابر الأئمة؛ منهم: شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام.اهـ".
"وقال عياض في حديث الحبشة: الزفن الرقص: خاف عمر أن يكون مما لا ينبغي، فحصَب الحبشة من أجله، فزجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: دونكم بني أرفدة. قال: ففيه أقوى دليل على إباحته، إذ زاد النبي صلى الله عليه وسلم على إقرارهم أن أغراهم!.اهـ".
ثم قال المؤلِّف المذكور ما نصه: "وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذه الكراسة، وبالله تعالى التوفيق، وهو المسؤول أن يهدينا لأقوم طريق. وكُتب عن إذن شيخنا الإمامِ العلامة، نخبة الأصفياء، أسوة الأولياء، علمِ المهتدين، شمس العارفين، زمزم أسرار الواصلين؛ يوسف بن محمد بن يوسف الفاسي رضي الله تعالى عنه وعنا به".اهـ.
"يقول كاتبه : وقد سألت عن هذه النازلة شيخَنا الإمام العلامة، المحقق المتبحر في المعقول والمنقول، الصدر النظار، عالم المغرب في هذا الوقت بلا مدافع، العالم الناصح أبا عبد الله سيدي مَحمد بن قاسم القيسي، المعروف بـ: "القصار" رضي الله عنه، فأجاب بالموافقة والحمد لله".اهـ.
قلت: وقد عرَّف العلامة أبو عبد الله مَحمد بن أحمد بن مَحمد بن عبد القادر الفاسي في "المورد الهني بأخبار الإمام عبد السلام الشريف القادري الحسني"، بصاحب "النصرة" المتقدمة، قائلا: "كان إمامَ المحدثين في وقته، حافظا ضابطا ثقة حجة، وكان يصحح نسخ البخاري ومسلم من حفظه رضي الله عنه".اهـ منه بلفظه.
وفي آخر "المعيار" في السفر الحادي عشر في أوله ما نصه:"وسُئل الشيخ الرحال؛ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المعروف بأبي البركات ابن الحاج البَلَّفِيقي عن زاوية للغرباء يجتمعون، لهم فيها ما يقُوتهم، ويؤنسونهم بالمجالسة، ويجتمعون على الذكر والأكل وإنشاد الشعر، ثم يبكون ويشطحون في فصول كثيرة. فأجاب:
"الحمد لله، والله المستعان على ما فيه رضاه؛ إذا كان على ما ذُكر أعلاه، فقد جرى العمل بالعُدْوَتين على المسامحة فيه".
"وإن فُرِض أن يتخلل ذلك ما يتردد المجتهد في إجازته، ورده بما يقترن به من الخشوع والصدقات وإرفاد ابن السبيل؛ مكفر له إن شاء الله تعالى. قاله وكتبه أبو البركات محمد بن إبراهيم ابن الحاج وفقه الله".
والله قرأت ما سميتموه بالدليل من الكتاب والسنة على على ما تدعونه من وجوده في القرآن والسنة إلى حتى الطفل الصفير يستحيي من هذه المقارنة صراحة غلبني الضحك ولم اضيع وقتي في الباقي إتقو الله قبل فوت الاوان ولا تفترو على الله الكذب ولا تتبعو الهوى ان تضلو
ردحذفإسمع يا سيدي أضن انك لم تذق حلاوة الذكر فلو تذوقتها لن تتفوه بتلك الكلمات
ردحذفأصبت.
حذف