آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التربية النبويّة -17


تحقيق النظر في حقيقلة العلل 


وهذا الباب من أعظم أبواب التربية التي تخفى على الكثير، ذلك أن معرفة حقيقة العلل النفسية والآفات القلبية ليست بأن تكون علاماتها شكوى الإنسان منها، فقد يكون هذا الأمر من تلوُّنات النفس التي تبدي لصاحبها شيئًا وتخفي غيره، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه، فقال : "إن قلبك حشي الإيمان، وإن الإيمان يعطى العبد قبل القرآن".

إن إحساس هذا الرجل بهذا الشعور قد يجره إلى استصغار عمله، وربما الإقلاع عن قراءة القرآن، ولكن الطبيب الحاذق، والمزكي الماهر هو الذي عرف كنه هذا الشعور حقيقة، فكان وصفه له هو الخلاص من هذا الشعور، والترقي إلى الأفضل.

وقيل : "يا رسول الله : إنا نجد في أنفسنا شيئًا ما نحب أن نتكلم به، وأن لنا ما طلعت عليه الشمس"، قال : "أوجدتم ذلك ؟ قالوا : نعم" قال : ذلك صريح الإيمان".

وهذا الأمر لا يمكن أن يعرفه إلا من تمكّن من معرفة حقائق النفوس وما توسوس به، وخاصة إذا تعلّق بذات الله وصفاته وأفعاله، - وهذا هو الذي لمّح إليه الصحابة رضوان الله عليهم في خطابهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فبيّن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ما تردّد في قلوبهم ليس من الكفر أو الشرك كما قد يعتقده المؤمن، ولكنها حالة تعتري المؤمن، هي من حيل الشيطان ومداخله وتلبيساته، تدل على قوّة إيمانهم وصحيح اعتقادهم، فرد بذلك صلى الله عليه وسلبم كيد الشيطان ودفع بصحابته إلى استصغار شأنه وكيده، وزاد إيمانهم بالله،، وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية