قَالَ :
وَاعْتِصَامُ خَاصَّةِ الْخَاصَّةِ: بِالِاتِّصَالِ، وَهُوَ شُهُودُ الْحَقِّ تَفْرِيدًا، بَعْدَ الِاسْتِحْذَاءِ لَهُ تَعْظِيمًا، وَالِاشْتِغَالِ بِهِ قُرْبً، وَهُوَ الاعْتِصَامُ بِالله.
وهذه الدرجة الثالثة، و"خاصّة الخاصّة" هم أهل الوصول، و"اعتصامهم بالله تعالى" هو الاتِّصال الذي لا يحصل إلّا بالانقطاع المذكور،، الذي هو اعتصام الخاصّة.
وفسّره ب"شهود الحق تفريدًا" أي شهودُ الحقّ بالحقّ عند فناء الشاهد في المشهود؛ فلا يكون في هذا الشهود لغير الحقِّ عينٌ ولا أثرٌ. وذلك بعد "الاستحذاء لله تعالى" وهو الاستكانة والخضوع، بأن يُحاذي العبدُ وجوبَه تعالى بإمكانه، ووجودَهُ بعدَمه، فيكون في غاية التذلل والخضوع، معظِّمًا له غاية التعظيم.
وقيل هو "الاستحذاء" - بالحاء غير المعجمة -، وهو أن يجعل الحقَّ حذاءه(1) ونصب عينه، منزِّها عن الجهة؛ بل يرفع الوسائط بينه وبين الحقِّ. لأنه يرى جميع الممكنات كنفسه في الانعدام؛ فلا يشتغل إلّا به، حتّى يبلغ غاية القرب بالفناء فيه فعلا ووصفًا وعينًا. وهو الوصول.
وفي النسخة المقروَّة على الشيخ "الاستحذاء" - بالخاء المعجمة -.
***