خصائص النّثر الصّوفي :
لخهصها عبد المنعم خفاجي في الآتي :
- صدوره عن عاطفة قوية ومشاعر حية، وانفعال صادق، وتجربة عميقة، فلقد أحس القوم بنار الحب الإلهي وأرقهم ذكرى الوصال، وألهب مشاعرهم، فالحياة لديهم نغم ووجد وحب ومحبوب، فهم أبداً في مناجاة إلهية وفي أنس وحضرة زكية، وفيوض وإشراقات قدسية.
- صدوره عن إيمان مطلق بالله، وبالإنسان الذي استعز بعزة الله، حيث هناك جولات روحية تذاق بالوجدان، وتُلمس بالروح والشعور، ولا يُعبر عنها بالبيان أو اللسان، وكان للصوفية النصيب الأكبر منها في التعبير عن هذه الحالة الروحانية، والصوفية يؤمنون بأن الوجود الإنساني هو سر هذا الوجود الكوني.
- يتميز ببلاغته وروعته، وجلاله وشدة تأثيره على النفوس، لما اشتمل عليه من حكمة وصدق وجمال، ولما أودع فيه من نور.
- ورابع سمة هي وضوح أساليبه وجمال ألفاظه، وسهولة تراكيبه إلّا عند المتأخرين، أو من تفلسف من الصوفيين كابن عربي وابن الفارض، فقد صار الأدب الصوفي عندهم أدباً رمزياً في الغالب، وألفاظاً اصطلاحية في الأكثر.
- كان يتسم بالإطناب في الغالب، وبخاصة عند المشهورين، مثل الغزالي، أما من اشتهر بالحكمة كابن عطاء الله فقد انقلب النثر عندهم إلى إيجاز بليغ في جمل قصيرة تحتوي على كثير من المعاني.
- اشتمل النثر الصوفي على التمثيل والتشبيه والتصوير، والخيال، وأصناف الصور البيانية الأخرى، وذلك لغرض توضيح الأفكار، ويجدون في استعمال هذه الصور لذة فنية يتمتعون وُيمتعون بها، ولا يحسها إلا من كان على دراية برموزهم ومصطلحاتهم.
- تتميز بكثرة الاقتباس من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، لأنّهم وجدوا ضالتهم في هذين المصدرين الشريفين، لما فيهما من قوة المباني وجلالة المعاني.
- كان بديع السجع في النثر الصوفي متفاوتا بين التكلف والطبع، فمنهم من تركه ومنهم من آثره، فهم - المتصوفة - متفاوتون في الزمان والمكان والفصاحة والبلاغة وفي الميول والأذواق.
- آثر الصوفية جانب المعنى لا اللفظ، لأنه أدب فكرة ودعوة وعقيدة وروح، وليس أدب ترف وجمال، ولا أدب بيان لفظي أو خيال، بل أدب الحقيقة المصفاة النابعة من القلب، فهم ذوو ثقافة واسعة وهيام شديد بالثقافة الأدبية.
- أثرى الأدب الصوفي الأدب العربي بما أدخله فيه من فن الترجمة الذاتية، التي يعد بحق أروع مثال لها كتاب (المنقذ من الضلال) للغزالي، وكتاب (لطائف المنن) للشعراني، وقد ترجما فيهما لحياتهما الروحية ترجمة رائعة.