آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ذكر الله وتحصيل الحضور

آفة الخسران


الخسران : تضييع خير آت أو تفويته، وقد نصَّ عليه القرآن بلفظ صريح في قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9 ] والنداء موجّهٌ هنا للمؤمنين بعد الرضوخ لعوارض الوجود من مال وولد والتي تلهي المؤمن عن ذكر الله، وكان وعيده سبحانه وتعالى شديدًا، إِذ أنّ الخُسران هو سبيل اللَّاهي عن الذكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَا جَلَسَ قَومٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكرُوا الله تَعَالَى فِيهِ ولَم يُصَّلُّوا عَلَى نَبِيِّهم فِيهِ إلاَّ كانَ عَلَيّهمْ تِرةٌ، فإِنْ شاءَ عَذَّبَهُم، وإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُم». [رواه الترمذي]

إلا أنَّ هذا الحديثين يشيران - والله أعلم - إلى خسران دون خسران، إذ أن المؤمن الذاكر قد يضيع درجات أعلى يحصل عليها ذاكرٌ أكثر منه، ففي حديث معاذ الذي أخرجه الطبراني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الجَنَّةِ عَلَى شَيْءٍ إلَّا عَلَى سَاعَةٍ مرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا».[رواه الطبراني والبيهقي]

وتحسرهم هذا ناتج عما رأوه من درجات أعدها الله لعباده الذاكرين له، ومن الأجور الموفرة على الذكر، وفي كونهم لا يتحسّرون إلا على هذه الخصلة أعطم دليل على أنها عند الله بمكان عظيم.

ولعلّ أكبر خسران يضاف إلى ما سبق هو ضياع الوقت في غير الذكر أو هو عدم الذكر، إذ يكفي للمرء أن لا يذكر فيكون خاسرًا ويحشر في زمرة الخاسرين حقيقة، لأن إغفال الذكر عن منظومة الحياة مولد لقسوة القلب.

     

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية