آفة القسوة
القسوة هي تصلب القلب أمام طوارق المعنى، أو هي ضياع التجاوب بين الذكر والباطن، وأسباب القسوة كما ذكرها النص الشرعي هي :
أ - فقدان اليقين في الذكر المنزل، وتأرجح القلب بين الشك واليقين، قال تعالى : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.[البقرة:74]
ب - طول الأمل : وهي حالة تعتري المرء العاجز عن المسير إلى الله تعالى بسبب شلله الروحي، إذ يصبح الدين عنده دائرة مغلقة بعبادات وشعائر و"شعارات" يحاول بها تمرير مقاصده والاستجابة لرغباته الخارجة عن القصد الصحيح من الدين - وهو إخلاص العبودية لله تعالى - قال تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.[الحديد:16 ]
ج - الهذر والكلام بدون ذكر الله عز وجل، وقد أخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تُكْثِرُوا الكلامَ بغيرِ ذِكْرِ اللهِ ، فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذِكْرِ اللهِ قَسْوَةُ القلبِ ، وإنَّ أَبْعَدَ الناسِ من اللهِ القلبُ القاسِي).[ رواه الترمذي]
وإذا كانت هذه أسباب قسوة القلب فإن لها أضرارًا على صاحبها وهي :
أ - التعرض لمخاطر الفسق بسبب القسوة : {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
ب - البعد عن الله تعالى : (وإنَّ أَبْعَدَ الناسِ من اللهِ القلبُ القاسِي).
ج - الوعيد بالعذاب والإبعاد : {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[الزمر:22]