آخر الأخبار

جاري التحميل ...

روح القدس فى مناصحة النفس

فأول ما وصلت هذه البلاد سألت عن أهل هذه الطريقة المثلى عسى أن أجد منهم نفحة الرفيق الأعلى، فحملت إلى جماعةٍ قَد جَمعتهُمُ خَانَقَاه عاليةُ البناءِ واسعة الفِناءِ فنظرتُ إلى مَغزاهم المطلوبُ ومَنحاهُمْ تَنظيف مُرَقَّعاتهم بَل مُشَهَّراتِهِم، وترجيلَ لُحَاهم، غير أنَّهم يَدَّعُونَ أنَّ أَهلَ المَغرب أهلُ حَقيقةٍ لا طريقةٍ وهُم أهلُ طَريقةٍ لا حقيقةٍ وكفى بهذا الكلام فساداً إذ لا وصول إلى حقيقة إلا بعد تحصيل الطَّريقَةِ. وقَد قالَ الإمامُ المُقَدَّمُ، والصَّدرُ المُبرِّزُ، أبُو سُلَيمَان الدَّارَانِي : وإنما حرموا الوصول، وهي الحقيقة، لتضييعهم الأصول، وهي الطريقة، وقد شهدوا على أنفسهم بفراغهم من الحقيقة، فهي شهادتهم لَنَا أَنَّا عَلى الحَقِيقَة شَهادَةً منهُم لَنَا بِتَحصِيلِ الطَّريقَةِ، وهَاتَانِ جَهَالَتان مِنهُم وَهُمْ لَا يَشعُرُونَ.

فالزّمان يَا وَلِيّ اليَومَ شَديدٌ شَيطانُهُ، مريد وجَبَّارُهُ عنيد، عُلماء سُّوء يَطلُبُون ما يأكُلُون وأُمَراء جُورٍ يحكمون بما لايعلمون، وصوفيّة صُوفٍ بأغراضِ الدُّنيَا موشّحون عظمت الدنيا في قُلُوبِهم فَلا يَرَونَ فَوقَها مَطلَبًا، وصغر الحق في أنفسهم فأعجلوا عنه هَربًا ، حافَظُوا على السَّجَّادات والمُرقّعات والمُشَهَّرات والعَكاكِز، وأظهرُوا السُّبُحاتِ المُزَيَّنةِ كَأَنهم العجائز، طُغَام صِبيان الأحلَامِ، لَا عِلمَ عنِ الحرامِ يَرُدُّهم، ولَا زُهدَ عنِ الرَّغبَةِ في الدُّنيَا يَصُدُّهم، اتَّخدُوا ظاهِرَ الدِّينِ شِركٌ للحُطامِ، ولازمُوا الخوانقَ والرِّباطاتِ رغبةً فيمَا يَأتي إليهَا من حَلالٍ أو حرَام، وَسَّعوا إردانَهُم وَسَمَّنُوا أبدَانَهُم،، فواللهِ مَا أَراهُم إلَّا كَما حَدَّثنِي غَيرَ وَاحدٍ منهم، أبو الوليد بن العربي، وأبو عبد الله بن ميشون، وأحمد الشَّاهد عن القاضي أبي بكر بن العَربي المُعافِريّ قال : حدثنا أبُو المُطَهَّر سعدُ بن عبد الله الأصبهاني، قال : حدثنا أحمد بن أحمد الأصبهاني، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله، قال : حدثننا حدثنا محمد بن أحمد بن علي ، ثنا أحمد بن الهيثم ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا بشر بن مطر بن حكيم بن دينار القطعي ، قال : سمعت عمرو بن دينار - وكيل آل الزبير - يحدث عن مالك بن دينار ، قال : حدثني شيخ من الأنصار يحدث عن سالم مولى أبي حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَيُجَاَنَّ بأقوام يوم القيامة معهم من الحسنات مثل جبال تَهامَة ، حتى إذا جيء بهم جعل الله أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار . فقال سالم : يا رسول الله بأبي أنت وأمي جل لنا هؤلاء القوم حتى نعرفهم ، فوالذي بعثك بالحق إني أتخوف أن أكون منهم ، فقال : يا سالم أما إنهم كانوا يصومون ويصلون ،- وفي حديث آخر : وكانوا يأخدون وهنًا مِنَ اللَّيْلِ - ولكنهم إذا عرض لهم شيء من الحرام - وفي رواية من طريق آخر : شيءٌ من الدنيا - وثبوا عليه ، فأدحض الله عز وجل أعمالهم . فقال مالك بن دينار : هذا والله النفاق ، فأخذ المعلى بن زياد بلحيته ، فقال : صدقت والله يا أبا الخير.


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية